· لا يبدو أن وضعنا الأمني قد تحسن خلال سنة 2011، التي شارفت على نهايتها. فمن المنتظر أن نواجه خلال العام المقبل عدداً من الاختبارات نتيجة التغيرات الاستراتيجية والإقليمية، والتي ستفرض على الحكومة اتخاذ عدد من القرارات الصعبة.
· لقد ازداد خلال العام المنصرم الخطر الكمي والنوعي للقذائف والصواريخ التي تهدد الجبهتين الخلفية والعسكرية. فلا يوجد في إسرائيل اليوم مكان غير معرض لخطر صواريخ حزب الله وسورية والتنظيمات الإرهابية في غزة. والمقصود هنا نحو 100 ألف صاروخ، ثلثهم صواريخ ثقيلة ومتوسطة موجهة إلى وسط إسرائيل. فخلال العام الفائت طور حزب الله والتنظيمات في غزة منظوماتهم الدفاعية الأرضية، وتزودوا بصواريخ جديدة مضادة للدبابات، الأمر الذي يزيد في قدرات هذه التنظيمات على مواجهة هجوم عسكري إسرائيلي بري يهدف إلى السيطرة على المناطق التي تُطلق منها الصواريخ، سواء في لبنان أو في غزة.
· كذلك، فإن الأخبار الآتية من إيران لا تبنىء بالخير، إذ تسارعت هذا العام وتيرة تخصيب اليورانيوم، سواء على درجة منخفضة (3,5٪ - 5٪) أو على درجة متوسطة (20٪)، واستطاع الإيرانيون تجميع أكثر من خمسة أطنان من اليورانيوم المخصب القادر على تصنيع جهازين أو ثلاثة أجهزة تفجير. فضلاً عن ذلك، يواصل الإيرانيون إجراء التجارب والتخطيط للحصول على منظومة سلاح نووي.
· ومن الأمور المثيرة للقلق، عجز الغرب عن بلورة وتنفيذ استراتيجيا فاعلة لوقف المشروع النووي الإيراني أو عرقلته....
· يضاف إلى هذا كله أن الاضطربات في العالم العربي جعلت إسرائيل تدخل في مرحلة إقليمية تمتاز بالغموض، فمما لا شك فيه أن سقوط الأنظمة العربية والتصاعد الكبير في قوة الشارع العربي، سيكون لهما انعكاسات غير مستحبة على المدى القصير. ومن المحتمل أن يعطي النظام السوري، قبل وقت قليل من سقوطه، حزب الله سلاحاً مضاداً للطائرات، مثل صواريخ سكود وصواريخ بر- بحر حصلت عليها دمشق من روسيا، وسلاحاً كيماوياً وبيولوجياً. إن كل السلاح الجديد الذي تملكه سورية سيوجه ضد إسرائيل، إمّا بواسطتها، وإمّا بواسطة حزب لله....
· لا شك في أن الاضطرابات في العالم العربي ستؤدي إلى منعطف استراتيجي إقليمي وتاريخي. وحتى الآن، بالنسبة إلى إسرائيل، فإن الحصيلة الأساسية لما يحدث هو الغموض، ولا سيما في هذه المرحلة الانتقالية التي يمر بها العالم العربي، أي ما بين الموجة الأولى للثورات وبين الوضع الجيوسياسي الجديد الذي سيتشكل بعد بضعة أعوام....
· ثمة أربع ظواهر برزت خلال الأعوام الماضية وأثرت سلباً في وضعنا الأمني والسياسي، هي:
1- عزلة إسرائيل على الصعيد الدولي، وازدياد العداء لها وسط دول كانت تُعتبر حتى وقت قريب دولاً صديقة....
2- التآكل الكبير الذي حدث في مكانة الولايات المتحدة كدولة كبرى مسيطرة، والضعف الذي اعتراها بعد الانسحاب من العراق....
3- غياب المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، وتعاظم قوة "حماس"....
4- الأزمة الاقتصادية العالمية التي سببت تباطؤاً في التصدير الإسرائيلي، الأمر الذي جعل من الصعب على إسرائيل تخصيص الأموال المطلوبة لميزانية الدفاع والأمن، وإحداث التغييرات الضرورية لمواجة المخاطر المستجدة.