قال العقيد طال حرموني، قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة العسكرية، في تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام أمس (الأربعاء)، إنه في حال عدم كبح العمليات "الإرهابية" التي يجري التخطيط لتنفيذها في قطاع غزة فإن الجيش الإسرائيلي يحتفظ لنفسه بحق اجتياح القطاع وشن عملية عسكرية أقسى من عملية "الرصاص المسبوك" التي شنها قبل ثلاثة أعوام.
وأضاف حرموني أن لدى الجيش خطة جاهزة لعملية عسكرية كهذه، وهي ستكون عملية مكثفة وأقصر كثيراً من العملية السابقة، وسيكون أحد أهدافها القضاء على "الإرهابيين" الذين يحاولون أن يمارسوا نشاطاً مسلحاً في منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر بعد أن أصبحت منتهكة، وأكد أن تنفيذ هذه العملية العسكرية سيتم حتى لو تطلب ذلك المجازفة بتعرض السكان المدنيين للخطر، ومواجهة التداعيات التي يمكن أن تترتب على ذلك.
وأكد هذا الضابط أن الفصائل الفلسطينية في غزة لم ترد على الهجومين اللذين شنهما سلاح الجو الإسرائيلي أول أمس (الثلاثاء) واستهدفا نشيطين من حركة الجهاد العالمي، ويبدو أن سبب عدم الرد يعود إلى إدراك حركة "حماس" أن هؤلاء كانوا يعدون العدة لتنفيذ عملية "إرهابية" في منطقة الحدود الإسرائيلية - المصرية.
من ناحية أخرى، شدّد حرموني على أن عملية "الرصاص المسبوك" عززت قوة الردع الإسرائيلية إزاء الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وهذا الأمر انعكس أساساً على انخفاض عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع على البلدات الإسرائيلية في منطقة الجنوب والتي عادت تشهد نمواً اقتصادياً.
وأشار إلى أن حركة "حماس" وفصائل أخرى ما زالت تعمل على حفر أنفاق في منطقة الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة بعد تنفيذ "صفقة شاليط" لتبادل الأسرى وذلك بهدف تنفيذ عمليات اختطاف جنود إسرائيليين، لكنه أكد أن الجيش الإسرائيلي يبذل جهوداً كبيرة لمنع أي عملية اختطاف في المستقبل، فضلاً عن تسريع العمل في إنشاء الجدار الحدودي في تلك المنطقة.
وجاءت تصريحات هذا الضابط غداة إعلان رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بني غانتس، في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي أول أمس (الثلاثاء)، أنه لا بد من خوض جولة حربية أخرى في قطاع غزة في المستقبل لتعزيز قوة الردع الإسرائيلية إزاء حركة "حماس"، مؤكداً أن عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع قبل ثلاثة أعوام اتسمت بمهنية عالية وحققت الردع المطلوب لكن بمرور الوقت حدثت عدة ثغرات في قوة الردع الإسرائيلية الأمر الذي يستلزم تعزيزها مرة أخرى، وأن الجولة الحربية المقبلة في قطاع غزة يجب أن تكون مخططة مسبقاً وقصيرة جداً.