من المتوقع أن يزور إسرائيل بدءاً من كانون الثاني/ يناير المقبل عدد من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية والمؤسسة الأمنية في الولايات المتحدة، وذلك من أجل زيادة التنسيق وتوثيق التعاون المشترك بين الدولتين وخصوصاً إزاء الخطر النووي الإيراني.
وسيكون أول هؤلاء المسؤولين رئيس هيئة الأركان العامة المشتركة للجيش الأميركي الأدميرال مارتن ديمبسي الذي سيحل ضيفاً على رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بني غانتس. وسيصل بعده مسؤولون أميركيون كبار آخرون لم يكشف النقاب عن هويتهم حتى الآن.
وقال مسؤولون رفيعو المستوى في القدس لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الهدف الرئيسي من هذه الزيارات هو تعزيز التعاون بين الدولتين من جهة، ومن جهة أخرى ضمان عدم إقدام إسرائيل على أي خطوة غير متوقعة في الجبهة الإيرانية يمكن أن تفاجئ الإدارة الأميركية وأن تتسبب بإحراجها ولا سيما في عام انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
وأضافت هذه المصادر نفسها أن إسرائيل والولايات المتحدة توصلتا إلى تفاهمات عميقة فيما يتعلق بالخطر النووي الإيراني، ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية ما زالت تعتقد أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها والرامية إلى ثني إيران عن امتلاك أسلحة نووية لم تستنفد بعد.
هذا، ومن المقرر أن تجري إسرائيل والولايات المتحدة في آذار/ مارس المقبل مناورات عسكرية مشتركة بين جيشيهما سيشترك فيها نحو 4000 جندي أميركي، وسيتم التركيز فيها على مجالي الدفاع الجوي والتصدي للصواريخ الباليستية.
على صعيد آخر، نقلت صحيفة "معاريف" (29/12/2011) عن رئيس هيئة الأركان العامة السابق اللواء احتياط غابي أشكنازي قواه إنه لا يجوز السماح للنظام الإيراني بامتلاك أسلحة نووية. وجاء كلامه هذا في سياق خطاب ألقاه أمس (الأربعاء) في هرتسليا أمام مجموعة من خريجي جامعة هارفارد الأميركية، وقال فيه إنه يمكن كبح البرنامج النووي الإيراني من خلال تشديد وطأة العقوبات المفروضة على إيران بما يؤدي إلى شلها اقتصادياً وسياسياً، على غرار فرض الحظر على صناعة النفط والمصرف المركزي فيها. وأضاف أنه في موازاة ذلك يجب الاستعداد للجوء إلى خيارات أخرى، وعدم إسقاط أي خيار من جدول الأعمال.
وأضافت الصحيفة أن أشكنازي تطرّق أيضاً إلى الأوضاع الأخيرة في سورية فأشار إلى أن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد أصبح حتمياً، وأكد أن هذا السقوط يمكن أن يزعزع التحالف القائم بين سورية وإيران وحزب الله.
وذكرت صحيفة "هآرتس" (29/12/2011) أن رئيس جهاز الموساد تامير باردو لمّح في أثناء محاضرة ألقاها يوم الثلاثاء الفائت أمام 100 سفير إسرائيلي في الخارج إلى أن تحول إيران إلى دولة نووية لا يعني حتماً أن تصبح خطراً مصيرياً يهدد إسرائيل.
ووفقاً لما قاله ثلاثة سفراء، حضروا تلك المحاضرة، للصحيفة فإن رئيس الموساد شدد على أن إسرائيل تعمل بشتى الوسائل لكبح البرنامج النووي الإيراني وستستمر في ذلك، لكن في حال حصول إيران على قنبلة نووية فإن ذلك لا يعني أنه سيتم القضاء على دولة إسرائيل.