من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الخطر الأكبر الآن هو أن يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه انتصر في الحرب [على غزة]، بينما واقع الأمر هو أنه لم تحدث فيها حرب بتاتاً. فعلى مدار الأيام الـ22 التي استغرقتها العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، لم تنشب حتى معركة حقيقية واحدة، وذلك خلافاً للانطباع الذي تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية، وفحواه أن أداء الجيش الإسرائيلي في هذه العملية كان شبه مثالي، وأنه استخلص العبر المطلوبة من حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006].
· لم يحاول مقاتلو "حماس" أن يصدّوا تقدم جنود الجيش الإسرائيلي بتاتاً. والتحدي الرئيسي الذي واجه الجنود الإسرائيليين، لدى توغلهم في قطاع غزة، لم يكن خوض معارك صدامية في مواجهة مقاتلين مدججين بالسلاح وعلى أتم الاستعداد للانتحار، وإنما البحث عن كمائن وعبوات ناسفة والقضاء أحياناً على قناصة أفراد. وهذه ليست حرباً بالتأكيد، بل ليست معركة حقيقية.
· لا يوجد أي وجه شبه بين القتال الذي خاضه الجيش الإسرائيلي، في إطار عملية "الرصاص المسبوك"، وبين ما حدث في إبان حرب لبنان الثانية. بناء على ذلك، ليس هناك أي أساس للادعاء أن القتال في غزة أثبت أن الجيش الإسرائيلي استخلص العبر من تلك الحرب.
· لقد نص قرار القيادة العسكرية الإسرائيلية العليا، لدى بدء العملية العسكرية البرية، على وجوب الامتناع من المجازفة بحياة الجنود الإسرائيليين، حتى لو كان ثمن ذلك هو إلحاق ضرر كبير بحياة السكان المدنيين. وهذا هو السبب الذي جعل الجيش الإسرائيلي يستعمل النيران الكثيفة في أثناء توغله في داخل القطاع. وقد أسفر ذلك عن إلحاق دمار كبير وقتل كثير من السكان المدنيين. كذلك لم يتم أسر مقاتلين من "حماس" تقريباً، وبقي معسكر الاعتقال، الذي أعد لكي يُزّج بهم فيه، شبه فارغ. أمّا نجاح سلاح الجو الإسرائيلي فيعود، ببساطة، إلى عدم وجود مضادات أرضية.
· بناء على ذلك كله يجدر بالجيش الإسرائيلي أن يقوّم أداءه بتواضع كبير، إذ إنه لم يخض حرباً حقيقية في غزة.