يتبين من شهادات أدلى بها مقاتلون من الجيش الإسرائيلي ممن شاركوا في حملة "الرصاص المسبوك" في غزة، أنه صدر في أثناء القتال أمر عسكري بإطلاق قذائف على منزل فيه "مقاومون"، وذلك بهدف منع اختطاف أحد جنود الجيش الإسرائيلي، بعد أن جرى الاشتباه في وجود جثة جندي إسرائيلي أصيب خلال القتال داخل المنزل أو بالقرب منه.
هذه الشهادة الخطرة، والتي تعني، عملياً، القضاء على كل فرصة لإنقاذ الجندي وهو في قيد الحياة، أدلى بها جنود شاركوا في معركة دامية وقعت في أحد أحياء غزة الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
ووصف قائد الوحدة التي انتمى إليها الجندي المصاب الحادث بقوله إن قوة عسكرية كانت تقوم بتمشيط المنازل دخلت منزلاً، فوقعت مواجهة مع العدو من مسافة قريبة، وأصيب الجندي في أول تبادل للنيران.
وكشف جنود وُجِدوا في مكان الحادث تفصيلات أخرى عنه وعن إحباط محاولة "المقاومين" اختطاف جثة الجندي. وقال أحد الجنود إن قائد الفصيلة اشتبه في أن المنزل مفخخ، فصرخ طالباً منهم مغادرة المبنى، وبقي الجندي المصاب داخله، بينما قدّر القادة الميدانيون أن الجندي مات في هذه المرحلة. ثم أُطلقت ثلاث قذائف على المنزل، وقامت قوة عسكرية باقتحامه، واكتشفت في داخله "مقاوماً" كان لا يزال في قيد الحياة، فأردته قتيلاً بعد معركة قصيرة.