النزعة الخلاصية لدى نتنياهو قد تدفعه إلى مهاجمة إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

  • تعهد بنيامين نتنياهو أن يقول الحقيقة في الأمم المتحدة، وفعلاً انكشفت هذه الحقيقة عندما اختار رئيس الحكومة الاستشهاد بأقوال الحاخام من لوبافيتش الذي كان يعتبر نفسه المسيح المنتظر. ولم يكن هذا الاختيار عشوائياً، فقد عرف نتنياهو الحاخام من لوبافيتش عن قرب، وكان على معرفة بآرائه. وفي الواقع فإن أنصار الحاخام من لوبافيتش هم الذين كانوا وراء حملة نتنياهو الانتخابية الناجحة [سنة 2006] التي أعقبت التظاهرات التحريضية ضد إسحق رابين والتي أدت إلى اغتياله [سنة 1995]، وكانوا هم الذين رفعوا يومها شعار "نتنياهو هو الأفضل بالنسبة إلى اليهود."

     
  • لقد اشتهر الحاخام من لوبافيتش بمعارضته الشديدة للانسحاب من الأراضي التي احتلها الجيش الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك في مقابل السلام الشامل، ففي رأيه ينبغي عدم التنازل عن أي شبر من أرض إسرائيل المقدسة للعرب. وكانت الحجة الأمنية المستخدمة للدفاع عن آرائه هي أن كل أرض سيجري الانسحاب منها ستُنصب فيها الصورايخ، وقد استخدم نتنياهو هذه الحجة في الأمم المتحدة.

     
  • إن اعتماد نتنياهو على أقوال الحاخام من لوبافيتش وأفكاره في خطاب يناقش الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هو مثل خطاب يعتمد على أفكار عنصرية في مجال الدفاع عن إلغاء العبودية. هكذا اعتمد نتنياهو، خلال تحذيره أمام الأمم المتحدة من خطر الإسلام الأصولي، على الفكر الديني الأكثر أصولية في عصرنا الحاضر، والذي يمثله الحاخام من لوبافيتش.

     
  • لقد صدق بيل كلينتون، الذي عرف نتنياهو جيداً، عندما قال عنه أنه لا يرغب في السلام ولا يريد التوصل إلى تسوية للنزاع. فقد كان نتنياهو ضد السلام مع مصر، وضد اتفاق أوسلو 1 واتفاق أوسلو 2، وخاض حملة تحريض ضدهما، ورفض تطبيقهما. كذلك عارض الانسحاب من لبنان، ومن قطاع غزة، ولم يحاول أن يستغل اعتدال محمود عباس من أجل طرح مبادرة، وإنما على العكس فقد شن حملة تحريض ضده من أجل الحؤول دون التوصل إلى تسوية أو انسحاب.

     
  • في الخلاصة يظهر نتنياهو كممثل لحركة "حباد" الخلاصية، فهو عاد من الولايات المتحدة ولديه شعور بأن الإدارة الأميركية ركعت أمام رجليه، ولا شيء يمكن أن يكبح التشدد في مخططاته.

     
  • ومن الواضح أن هذا الشعور يشكل الآن خلفية موقفه من الموضوع الأهم في الوقت الحالي، والذي يكمن وراء زيارة وزير الدفاع الأميركي ليون بانتاس، إذ يبدو أن نتنياهو مصمم على مهاجمة إيران قبل مجيء الشتاء متجاهلاً تحذيرات وزارة الدفاع الأميركية.