على معسكر السلام أن يصغي إلى الفلسطينيين ويكف عن زرع الأوهام في نفوسهم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

 

  • نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الأربعاء الماضي مقالاً لرئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت بعنوان "السلام الآن قبل أن يصبح مستحيلاً". وقد كان مقالاً معتدلاً جداً إلى حد أنك تعتقد أن من كتبه هو مندوب للأمم المتحدة، إذ يبدو أن أولمرت انضم إلى جوقة المحذرين من أيلول/سبتمبر، ففي رأيه، وفق ما جاء في المقال، أن من حق أبو مازن مطالبة الأمم المتحدة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. لكن عندما كان أولمرت رئيساً للحكومة لم يطرح مثل هذا الاقتراح، ولم يقبل الالتفاف على مسار السلام، والاعتراف بالدولة بدلاً من التفاوض.

     
  • يقول أولمرت إن "أطر السلام كانت معروفة"، وأنه عرضها على أبو مازن، بيد أن الجملة الأساس في مقاله هي أن أبو مازن لم يرفض مقترحاته للسلام. وبهذه الطريقة يقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، في مستهل بدء النقاشات في الأمم المتحدة، أبومازن في صورة بطل السلام، وذلك على الرغم من أن الأخير لم يوافق على مقترحاته ولم يرد عليها.

     
  • ثمة مشكلة يعانيها المدافعون عن السلام لدينا، حتى أكثرهم جدية ودفاعاً عن مصلحة إسرائيل، إذ تحول السلام بالنسبة إلى هؤلاء إلى دين وإلى هاجس يمنعهم من رؤية الواقع.

     
  • إن السلام مهم، والأطر التي طرحها كلينتون وأولمرت من بعده يجب أن نتبناها، وكلما أسرعنا في ذلك، كلما منعنا كارثة الدولة الثنائية القومية، لكن الحماسة للسلام يجب ألاّ تجعلنا نفقد قدرتنا على التفكير السليم. لقد حان الوقت كي نحترم الفلسطينيين وأن ننصت إليهم، إذ إن الأوهام التي ينشرها أولمرت في أهم صحف العالم لن تساعد في تقريب السلام، وإنما ستساهم في إبعاده.