أوقفوا اليمين اليهودي الجهادي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      طوال عشرات الأعوام أنفقت السعودية مليارات الدولارات على إنشاء شبكة هائلة من المدارس الدينية في مختلف أنحاء العالم من أجل تعليم الإسلام الوهابي، وهي لم تصرف دولاراً واحداً على شراء السلاح. ومع ذلك، فالنتيجة باتت معروفة، إذ إن هذه المدارس هي التي أنتجت حركة "الجهاد العالمي" المنتشرة اليوم في كل مكان، من نيجيريا إلى الصومال وحتى ألمانيا وبريطانيا. وعلى الرغم من أن السعودية نفسها قد تحولت إلى هدف لعمليات هذا التنظيم، إلاّ إن المال السعودي ما زال يتدفق على "مراكز التعليم الإسلامي" في الجامعات المرموقة.

·      لم تصرف إسرائيل عشرات المليارات من الدولارات على  حركة "شبان الهضاب" التي تحولت إلى حركة أقلوية خطرة للجهاد والإرهاب اليهوديين. لكن الذي يتحمل المسؤولية هو من أعطى الأموال، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إلى الحاخامين الذي يبشرون بالعنف. ونذكّر الذين سيقولون إن هؤلاء الحاخامين يشكلون أقلية صغيرة، بأن من أصدر فتوى الهجوم على  القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي، هو المرحوم الحاخام مردخاي إلياهو الذي قال في أثناء زيارة قام بها لمزرعة غلعاد سنة 2002 إن سرقة زيتون الفلسطيني أمر مسموح به ومباح. وبالأمس ظهر أحد زعماء هذا المعسكر المتدين إلياكيم ليفانون الذي، بعد إدانته الحادث شفهياً، أعرب عن تفهمه للشباب وأعلن "حداده"، لأن إسرائيل هي التي تسيء إلى هؤلاء المساكين وتحاول إجلاءهم عن البؤر الاستيطانية.

·      إن المجموعات التي تقود الإرهاب اليهودي وتسيطر عليه هي نفسها التي تقود الإرهاب المعادي للنساء وتسيطر عليه، ويجري هذا كله تحت حماية الدولة التي خضعت طوال أعوام لهذه المجموعات، فهي التي غضت النظر عن الحاخامين الذين يتقاضون رواتبهم منها، وهي التي تغاضت عن التعليم الديني الآخذ في التطرف الحريدي، فضلاً عن أنها كانت وراء نمو ما يمكن تسميته الإرهاب اليهودي، والإرهاب ضد الجيش الإسرائيلي، والإرهاب ضد النساء. فإسرائيل هي التي زرعت هذه البذرة وإسرائيل كلها تدفع الثمن.