نتنياهو: اعتداء المستوطنين على الجيش الإسرائيلي يشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو باستعمال القبضة الحديدية ضد المستوطنين الذين ارتكبوا، فجر أمس (الثلاثاء)، اعتداءات على معسكر جنود وحدة إفرايم في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وعلى سيارة قائد هذه الوحدة العقيد ران كهانا، ونائبه الكولونيل تسور هرباز، الأمر الذي أسفر عن إصابتهما بجروح طفيفة.

وجاء تعهد نتنياهو هذا في سياق الخطاب الذي ألقاه في حفل تخريج طلاب كلية الأمن القومي الذي جرى مساء أمس (الثلاثاء) وأكد فيه أن الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي يشكل تجاوزاً لكل الخطوط الحمر، وأنه لن يسمح لأي كان برفع يده على جنود الجيش أو على أفراد الشرطة الذين يتولون مهمة حماية البلد وسكانه ولا بد من توفير الحماية المطلوبة كلها لهم. وشدد رئيس الحكومة على أن المعتدين لا يمثلون جميع المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية].

وتكلم في الحفل نفسه رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بني غانتس، فقال إن اعتداء المستوطنين على الجيش الإسرائيلي يعتبر عملاً خطراً للغاية، ويجب إنزال أقصى العقوبات بالمعتدين.

وكان مئات المستوطنين قاموا فجر أمس (الثلاثاء) بالتمترس في أطراف شارع رقم 55 المحاذي لبؤرة رامات غلعاد الاستيطانية غير القانونية، بعد أن تلقوا معلومات تفيد بأن الجيش الإسرائيلي ينوي إخلاء هذه البؤرة، وفي أثناء ذلك قذفوا الحجارة على السيارات الفلسطينية، ولدى وصول سيارة قائد وحدة إفرايم إلى الشارع اعتدوا عليه وعلى نائبه الذي كان برفقته. وفي وقت لاحق شن عشرات المستوطنين هجوماً على معسكر الوحدة وحطموا زجاج عدد من السيارات العسكرية وعبثوا بمحتويات المعسكر.

وقال قائد المنطقة العسكرية الوسطى الجنرال آفي مزراحي، الذي قام على الفور بزيارة لمعسكر وحدة إفرايم، إنه خلال 30 عاماً من فترة خدمته في الجيش الإسرائيلي لم يشهد حدثاً كهذا يعتدي فيه يهود على يهود، مؤكداً أن هذا الاعتداء خطر للغاية، وأنه يتعين على الجهات المسؤولة أن تبذل أقصى الجهود للقبض على مرتكبيه وتقديمهم إلى المحاكمة.

وقالت زعيمة المعارضة عضو الكنيست تسيبي ليفني [رئيسة كاديما] إن الذين يلجأون إلى استعمال العنف إزاء ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده يستمدون التشجيع من الأجواء السياسية العامة السائدة في الكنيست والتي يتحمل الحلفاء الطبيعيون لرئيس الحكومة نتنياهو مسؤولية تأجيجها.

وأضافت أن التعامل مع هذا الاعتداء باعتباره حدثاً شاذاً يعتبر خطأ، ذلك بأن الجماعة المتطرفة التي ارتكبته تحاول أن تسيطر بالقوة على الساحة السياسية كلها.

وحذّر الحاخام السفارادي الرئيسي شلومو عمّار من مغبة اندلاع حرب أهلية داخل إسرائيل واصفاً إياها بأنها أكبر خطر يمكن أن يتهدد الدولة.

وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بياناً قال فيه إن الاعتداء الذي نفذه المستوطنون على ضباط الجيش الإسرائيلي وجنوده يعتبر إرهاباً ولا يجوز السكوت عليه.

وشجب رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس الاعتداء وأكد أنه يشكل تجاوزاً للخطوط الحمر.