يعالون: الشرق الأوسط لم ينضج للديمقراطية والدول المجاورة ستشهد صراعات داخلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون في بيان وزعه على الصحافيين الأجانب إنه "ليس من المتوقع أن يشهد الشرق الأوسط استقراراً في وقت قريب." وأضاف "لسنا متأكدين أن ما تشهده  الدول العربية اليوم سيؤدي إلى الديمقراطية الحقيقية."

وتابع يعالون: "نحن نتخوف من التطورات نتيجة تجربتنا مع الفلسطينيين. فقد جرى انتخاب "حماس" بصورة ديمقراطية، وفي إثر ذلك بدأت الحركة بقتل خصومها ورميهم من الطبقة 18 من المباني الشاهقة. وفي الشرق الأوسط هناك دول غير ناضجة للحكم الديمقراطي، كما أنه لا يمكن تحقيق الديمقراطية من خلال الانتخابات فقط، فالديمقراطية عملية طويلة تبدأ بتعليم ثقافة الحرية، والتسامح، وحقوق الإنسان والنساء، وغير ذلك. أتمنى أن نرى الديمقراطية تتحقق هنا، لكن هذا لا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها، فالتقدم نحو الدمقرطة يستوجب إعداد السكان كلهم، وفي أوروبا استغرقت هذه العملية مئات الأعوام."

ولدى تطرق يعالون إلى المشكلة الإيرانية، أشار إلى أن إيران قادرة على صنع القنبلة النووية خلال أعوام معدودة وربما أشهر، وقال إن "على العالم أن يفرض العقوبات على إيران، ويجب أن يكون الخيار العسكري مطروحاً على الطاولة كحل أخير"، واضاف "كي نتجنب هذا الخيار يجب تشديد العقوبات. وعلى إسرائيل أن تكون مستعدة للدفاع عن نفسها."

أمّا بالنسبة إلى سورية، فقد كان موقف يعالون مشابهاً لموقف وزير الدفاع إيهود باراك، إذ قال: "إن مسألة رحيل الأسد هي مسألة وقت ونزف للدماء. فالوضع الاقتصادي في سورية في حالة تدهور، الأمر الذي قد يكون بمثابة المفتاح لكل التطورات المستقبلية في هذه الدولة." وأضاف: "إن تغير النظام في سورية سيشكل النهاية لمحور الشر المؤلف من إيران ـ سورية ـ "حماس" ـ حزب الله، وقد يكون هذا خبراً جيداً."

وتحدث يعالون عن احتمال تدهور العلاقات مع مصر فقال: "لإسرائيل علاقات استراتيجية مع الحكم المصري، ونحن نشعر بالقلق إزاء الوضع في سيناء، لكننا نقوم باتصالات مع الحكم المصري لمعالجة هذا الأمر. وقد سمحنا لمصر بنشر مزيد من الجنود في سيناء أكثر مما ورد في الملحق العسكري لاتفاق السلام، إلاّ إن الجزء الأساسي من العمل يجب أن يكون استخباراتياً."

ولم يتوقع يعالون حدوث تطورات في المفاوضات مع الفلسطينيين في المستقبل القريب، ورأى أن اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس" "وثيقة لا قيمه حقيقية لها". وأشار إلى أن النزاع مع الفلسطينيين ليس بشأن قيام دولة فلسطينية وإنما بشأن جوهر وجود الدولة اليهودية.