نجاح عملية "الرصاص المسبوك" يبقى مرهوناً باستتباب الهدوء فترة طويلة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يمكن القول الآن إن عملية "الرصاص المسبوك" كانت آخر حلقة في سلسلة عمليات عسكرية إسرائيلية تهدف إلى وقف تأكل قوة الردع الإسرائيلية وانحسار هيبة الجيش الإسرائيلي ومكانته، وإلى كبح موجة النجاحات التي أحرزها محور إيران ـ حزب الله ـ سورية، خلال الأعوام القليلة الفائتة. ووفقاً لمصادر أجنبية، فإن هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية شملت، على سبيل المثال، قصف المفاعل النووي في سورية، واغتيال [قائد الجناح العسكري في حزب الله] عماد مغنية في دمشق، واغتيال الجنرال السوري محمد سليمان في طرابلس.

·       إذا ما نحّينا جانباً الكلام الكثير الذي قيل في أثناء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، فلا بُد من التأكيد أن هدفها الرئيسي، هذه المرة، كان بسيطاً، وهو ترميم قوة الردع الإسرائيلية، بواسطة تجسيد ثمن الخسارة، الذي يمكن تكبيده للعدو.

·       تألفت عملية "الرصاص المسبوك" من أربع مراحل، اثنتان منها تهدفان إلى إضعاف "حماس" وإلحاق أضرار كبيرة بقدراتها العملانية. وكان من المفترض أن تؤدي المرحلتان الثالثة والرابعة إلى تقويض "حماس"، وإلى القضاء على منظومة عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع، واستبدال السلطة في غزة. وقد قام الجيش بتنفيذ المرحلتين الأولى والثانية، وحقق هدفيهما في غضون أسبوعين. بناء على ذلك، كان الأسبوع الثالث من العملية مضيعة للوقت.

·       يفترض أن يخدم ترميم قوة الردع الإسرائيلية هدفاً استراتيجياً رئيسياً، هو تقليل وتيرة المواجهات المسلحة، سواء في الشمال أو الجنوب، وذلك بواسطة إفقاد حزب الله و "حماس" الشهية لاستئناف القتال مع إسرائيل في غضون شهرين أو حتى عام واحد. لكن في حال قيام "حماس" باستئناف إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد بضعة أشهر، فسيعني ذلك أن هذا الهدف الاستراتيجي لم يتحقق، وعندها ستندلع جولة حربية أخرى في غزة ستكون أكثر قسوة.

·       هناك إنجاز استراتيجي أكثر أهمية للعملية العسكرية في غزة، هو اندلاع مواجهة علنية بين محور الدول المعتدلة ومحور الدول المتطرفة في الشرق الأوسط. وتقود مصر والأردن والسعودية المحور الأول، في حين أن إيران وقطر تقودان المحور الثاني.

·       بالنسبة إلى المواطن الإسرائيلي العادي، فإن الاختبار الحقيقي لنجاح عملية "الرصاص المسبوك" يبقى مرهوناً باستتباب الهدوء فترة طويلة. وهذا أمر ليس في وسع أحد أن يتعهد به الآن.