روسيا ربما تنوي التدخل في المنطقة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يوم الأربعاء الفائت أنشبت روسيا مخلباً صغيراً آخر في عيني واشنطن، وتسببت بإثارة قلق إسرائيل. فقد أعلن المسؤول الثاني في السفارة الروسية في دمشق، إيغور بيلايف، أن بلاده ستعزز وجود أسطولها في مياه البحر الأبيض المتوسط، وأن سفنها الحربية ستزور ميناء طرطوس السوري بوتيرة أكبر. وترى روسيا أن في إمكانها، من الآن فصاعداً، أن تفعل كل ما كان في إمكان الولايات المتحدة أن تفعله في الماضي، لكن بقوة وفظاظة أكبر كثيراً.

·       إن ما يتبين الآن "فجأة" هو أن روسيا راكمت، خلال الفترة التي اعتُبرت فيها غير مضرة، أرصدة هائلة تستخدمها مؤخراً كرافعات استراتيجية. من هذه الأرصدة، مثلاً: تصدير النفط والغاز إلى أوروبا؛ العلاقات الوثيقة بإيران، والتي تتجاوز بناء مفاعل نووي في بوشهر؛ عقود العمل الطويلة الأجل مع العراق؛ التجارة الواسعة النطاق مع الصين. هذا في الوقت الذي يغرق الخصم الأميركي في مستنقعَي العراق وأفغانستان.

·       إن ما يحدث الآن ليس الحرب الباردة التي عرفناها، وإنما هو [صراع بين] أربع قوى عالمية عظمى، هي الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا، منهمكة أساساً في استشراف آفاق اقتصادها في العقود المقبلة، وفي تحييد التهديدات المتبادلة.

·       لو أن الصراع بين هذه القوى هو صراع أيديولوجي، لكنا شاهدنا روسيا، باعتبارها عضواً في "الرباعية الدولية"، منهمكة في محاولة إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، أو على الأقل في تشجيع الحوار بين إسرائيل وسورية. بناء على ذلك، يتعين على إسرائيل ألاّ تشعر بالرعب من العلاقات السورية ـ الروسية. مع ذلك، من الأفضل ألاّ نغرق في كسل سياسي، فالنزاعات الإقليمية كانت، على الدوام، حجة لتدخل القوى العظمى، وفي إمكان روسيا أن تبلور نيات في هذا الاتجاه أيضاً.