المؤسسة السياسية أسيرة استطلاعات الرأي العام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       منذ سنة 1977 تحولت المؤسسة السياسية الإسرائيلية، بالتدريج، إلى أسيرة لاستطلاعات الرأي العام. صحيح أن قيام السياسيين بجسّ النبض الشعبي، فيما يتعلق بالثقة التي يكنّها الجمهور العريض لهم كقادة هو أمر جيد، غير أن الأمر السيء للغاية هو أن تملي هذه الاستطلاعات على السياسيين أن يلائموا مواقفهم مع ذوق الجمهور.

·       على مدار أعوام طويلة دلت استطلاعات الرأي العام على أن كثيراً من الناس لا يميلون إلى قول الحقيقة من خلالها، ولذا فإن إمكان الخطأ فيها كبير. وهذا ينطبق، بصورة خاصة، على استطلاعات الرأي التي تجري قبل الانتخابات التمهيدية في الأحزاب.

·       لقد أصبحت الاستطلاعات سلاحاً، بدلاً من أن تكون مرآة تعكس صورة الأوضاع. مثلاً، قال رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، مؤخراً، إنه غير مستعد لأن ينضم إلى حكومة وحدة وطنية، لمجرد أن الاستطلاعات أشارت إلى أن من شأن ذلك أن يؤدي إلى فقدانه المكانة التي كان يتمتع بها كرئيس للمعارضة. وهكذا تغلبت المصلحة الأنانية لنتنياهو على مصلحة الدولة.

·       أمّا بالنسبة إلى رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، إيهود باراك، فإن الاستطلاعات تظهر أن الرأي العام يثق به كوزير دفاع، لا كرئيس حكومة. ويؤكد المقربون من باراك أن هذه الاستطلاعات لا تعكس الواقع وإنما تصوغه. وبناء على ذلك، بات باراك، على ما يبدو، يخشى تقديم موعد الانتخابات العامة، لأن الاستطلاعات تتنبأ بسقوطه.

·       إن الأمر الواضح الوحيد، من ذلك كله، هو أن الجمهور الإسرائيلي العريض منقاد مثل القطيع إلى المجهول.