· بعد نحو ثلاثة أسابيع تحل الذكرى السنوية لأحداث 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وبعد ذلك بفترة قصيرة سيترك جورج بوش البيت الأبيض، وقد مضت أغلبية الأعوام الثمانية لولايته في ظل "الحرب على الإرهاب". ولو أنني أميركي لكنت أحني رأسي إجلالاً للرئيس بوش، قبل أن يترك منصبه، إذ إنه نجح في أن يجعل خطر "الإرهاب" بعيداً عن بلده. إن "الوصفة" التي اتبعها لتحقيق ذلك، كانت بسيطة للغاية، وهي جعل تلك الحرب تدور في بلدان "الإرهاب" الأصلية.
· لا شك في أن المواطن الإسرائيلي العادي يحني رأسه أيضاً إجلالاً لبوش، بسبب إخلاصه، خلال أعوام ولايته، لأمن إسرائيل ولمكانتها. غير أن هذا المواطن يجد صعوبة في تقويم الدور الذي اضطلع به في محاربة الأخطار التي تتهدده. لقد ارتكب بوش خطأ استراتيجياً فادحاً، عندما قرر أن يستثمر جلّ جهوده العسكرية في العراق، وأن يقفز عن إيران. لو أنه تصرف عكس ذلك، لربما بقي العراق دولة مستقرة، ونالت إيران العقاب الذي تستحقه. إن بوش يترك الشرق الأوسط يصارع بمفرده من أجل مستقبل أفضل، كما أنه يترك إسرائيل من دون أن يقدّم لها جواباً عن الملف النووي الإيراني، والذي تعتبره خطراً يتهدد وجودها.