إسرائيل أصبحت، مع سورية، في مركز اللعبة بين روسيا والولايات المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن ما يجب أن يقلق إسرائيل جراء صفقة الأسلحة المرتقبة بين روسيا وسورية هو أنها أصبحت، مع سورية، في مركز اللعبة الكبرى بين روسيا والولايات المتحدة، وذلك لأن روسيا باتت، في الوقت الحالي، تحتفظ بأوراق لعب خطرة، لا يوجد مثلها في حيازة الأخيرة. إن الورقة الأهم هي إيران، لا سورية.

·       إن روسيا هي واحدة من دولتين (الثانية هي الصين) تضعان، باستمرار، عقبات أمام أغلبية المقترحات التي يتم إدراجها في جدول أعمال مجلس الأمن، من أجل فرض عقوبات على إيران. كما أنها هي التي تقيم المفاعل النووي في بوشهر، وهي أساساً، التي وقّعت صفقة تبلغ قيمتها أربعة مليارات دولار، لبيع إيران معدات دفاع جوية، يُفترض أن تساعدها في مواجهة نية أميركية أو إسرائيلية شن هجوم عليها.

·       صحيح أنه كانت لروسيا مصالح في إيران قبل الحرب في جورجيا، إلاّ إنه على ضوء التوتر القائم بينها وبين الولايات المتحدة، بشأن مسألة نصب الصواريخ، فقد أصبحت إيران جزءاً من "الحيّز الروسي"، وورقة مساومة مهمة للغاية.

·       إن الخطر الماثل الآن هو أن تتخذ إسرائيل، من دون تفكير عميق، موقفاً سياسياً فحواه أن تحالفها التقليدي مع واشنطن يلزمها أن تتبع سياستها الشرق أوسطية، من دون أن تدرس قدرتها على أن تشارك، بذكاء، في هذه اللعبة الاستراتيجية. وهذه المشاركة الذكية قد تبرز، مثلاً، من خلال تسريع المفاوضات مع سورية، وإقناع واشنطن بالانضمام إليها، وذلك ليس من أجل جعل [الرئيس السوري] بشار الأسد يؤيد جورجيا أو يقطع علاقاته بإيران، وإنما من أجل منح واشنطن مكانة دولة عظمى في إمكانها أن تحرز سلاماً في المنطقة، لا أن تشعل حروباً فقط.