· لا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وكذلك وزراء حكومته والمستوطنين والكثيرين من سكان إسرائيل، يدركون أن القرار القاضي بتجميد الاستيطان هو بمثابة بداية طريق طويلة لا بُد من أن تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية، وإلى تفكيك المستوطنات [في المناطق المحتلة].
· وفي حال تنفيذ القرار بصورة صارمة، فإنه من المفترض ألاّ يضاف، في غضون الأشهر العشرة المقبلة، متر مربع واحد من البناء إلى المستوطنات القائمة.
· من ناحية أخرى، فإن الواقع في نهاية سنة 2009 هو واقع صعب للغاية، إذ أن العالم كله يقف ضدنا. وقد أصبح من الصعب على أي كان، في أول عقد من القرن الحادي والعشرين، أن يحافظ على بقائه من دون الشرعية الدولية. في الوقت نفسه، فإن قوة الإسلام في العالم آخذة في التعزز، ويجب ألاّ ننسى أننا نعيش في جزيرة صغيرة واقعة وسط بحر مؤلف من 300 مليون مسلم على اتصال بمليار مسلم في العالم الواسع.
· كما أننا مستمرون في الوجود، أعواماً طويلة، بفضل دعم الولايات المتحدة، لكن على ما يبدو، فإن هذه ضاقت ذرعاً بنا، في الآونة الأخيرة، في وقت تتقدم فيه إيران سريعاً في طريق تحولها إلى دولة نووية. ومع كل التقدير لقوتنا العسكرية ويدنا الطولى، فإنه لا يمكننا المجازفة بالعمل وحدنا على كبحها.
بناء عليه، كان من واجب نتنياهو أن يتساءل عمّا إذا كان هناك طرق كفيلة من دون دعم الولايات المتحدة، بتجاوز واقع أصبح فيه العالم كله ضدنا، بينما توشك القنبلة النووية الإيرانية أن تغدو حقيقة، وأن يجد الجواب الصحيح. ولعل الأمر المؤكد هو أن نتنياهو الآن في وضع لا يُحسد عليه.