الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات واضحة من المؤسسة السياسية بشأن معالجة البناء غير القانوني في المستوطنات
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      "هذه أول مرة نتلقى فيها تعليمات واضحة من المؤسسة السياسية الإسرائيلية، تقضي بمعالجة أعمال البناء غير القانونية في المستوطنات، ونحن نعمل وفقاً لها" ـ هذا ما أكده أحد ضباط الجيش الإسرائيلي، الذي يخدم في المناطق [المحتلة] منذ أكثر من عشرة أعوام، لصحيفة "هآرتس" أمس.

·      وفي حال استمرار سريان مفعول هذه التعليمات، فإن الترجمة العملية لها ميدانياً، ستكون اندلاع مواجهات أكثر عنفاً بين قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين خلال الفترة المقبلة. وفي الوقت الحالي، ثمة مصلحة كبيرة لدى معارضي قرار تجميد أعمال البناء في المستوطنات في تسخين الأجواء، وذلك من أجل دفع أكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى الاشتراك في التظاهرة الاحتجاجية الكبرى التي ستقام بعد غد.

·      وقد وقعت مواجهات من هذا القبيل، أمس، في مستوطنة كدوميم [في منطقة نابلس]، ومن المتوقع أن تحدث مواجهات أخرى خلال الأيام المقبلة، ولا سيما في البؤر الاستيطانية غير القانونية، وربما ستكون أكثر عنفاً ومقرونة باعتداءات على الممتلكات الفلسطينية.

·      في هذه الأثناء، فإن الإدارة المدنية الإسرائيلية [في الضفة الغربية] هي التي تتصدر جبهة المواجهة [مع المستوطنين] بحماية الشرطة، لكن يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيكون، في غضون الفترة القليلة المقبلة، مضطراً، هو أيضاً، إلى التدخل.

·      إن أحداث الأسبوع الأخير جعلت بضع ظواهر مثيرة تطفو على السطح، حتى قبل أن تتفاقم المواجهات بين الجانبين. أول ظاهرة هي تصعيد اللهجة في صفوف قيادة الجيش الإسرائيلي ضد المستوطنين، وخصوصاً ضد الذين يدعون الجنود إلى رفض تنفيذ الأوامر العسكرية. والظاهرة الثانية هي أن قرار تجميد أعمال البناء في المستوطنات أدى إلى توحيد صفوف المستوطنين كلهم، سواء في داخل الكتل الاستيطانية أو في المستوطنات النائية. أما الظاهرة الثالثة فهي أن مماطلة حكومة بنيامين نتنياهو في تقديم الرد على ضغوط الإدارة الأميركية بشأن تجميد الاستيطان، وفّرت وقتاً كافياً للمستوطنين كي ينظموا صفوفهم بصورة جيدة، ويبنوا أسساً لمئات الوحدات السكنية، تمهيداً لتحويلها إلى وقائع مفروضة على الأرض قبل بدء عمليات تصوير أعمال البناء من الجو.