إيران تستخف بالأسرة الدولية والمنظمات العالمية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      ألقت إيران، أمس، قنبلة أخرى من ترسانة تهديداتها [المقصود إعلانها أنها ستبدأ عملية بناء عشر منشآت نووية أخرى لتخصيب اليورانيوم]، الأمر الذي يعكس استخفافها بالأسرة الدولية، وبقرارات منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

·      وبذلك، فإن إيران تؤكد، على رؤوس الأشهاد، أنها ترفض الدخول في اللعبة التي تحاول الأسرة الدولية فرضها عليها.

·      في الوقت نفسه، فإن عملية بناء عشر منشآت نووية أخرى لتخصيب اليورانيوم تحتاج أعواماً طويلة. وللعلم، فإن عملية بناء المنشأة النووية في نتانز استغرقت ستة أعوام، كما أن عملية بناء المنشأة النووية في قُم استغرقت ستة أعوام أخرى. وبناء على ذلك، يمكن القول إنه على الرغم من التقدم الكبير الذي حققته إيران في مشروعها النووي، إلا إن قدرتها على تنفيذ بناء المنشآت النووية التي أعلنت عنها أمس، ما زالت محدودة جداً.

·      غير أن إعلان إيران هذا لا يظهر أنها غاضبة على القرارات الدولية التي تُتخذ ضدها فحسب، بل أيضاً أنها تستخف بالأسرة الدولية. ولو أن هذا الإعلان وُجّه ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فقط لكان مفهوماً أكثر، إلا إن من شأنه مس علاقات إيران بكل من روسيا والصين، وهما الدولتان اللتان عملتا حتى الآن على منع أي محاولة من طرف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تهدف إلى تشديد العقوبات المفروضة على إيران.

·      وفي حال اتخاذ قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات أخرى على إيران، فإنه من المتوقع أن ترد هذه الأخيرة عليه بخطوات حادة، ربما يكون فحواها الانسحاب من معاهدة ميثاق حظر انتشار السلاح النووي، ومنع المراقبة الدولية على منشآتها النووية، وعندها سيصبح في إمكانها فعل ما يحلو لها وتسريع سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية.

·      مهما يكن، فإن الصورة العامة لن تتضح إلا في الأسابيع الأولى من سنة 2010، وذلك عندما سيتعيّن على الإدارة الأميركية اتخاذ قرار حاسم بشأن الوجهة التي ستسير فيها إزاء إيران. إنما الأمر المؤكد هو أن آخر ما يرغب الرئيس باراك أوباما فيه في الوقت الحالي هو فتح جبهة عسكرية ثالثة، بالإضافة إلى جبهتي العراق وأفغانستان.