من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· على الرغم من وجود إجماع كبير لدى الإسرائيليين على أن حي جيلو [في القدس الشرقية] سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية، في أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه ويشمل تبادلاً للأراضي [مع الفلسطينيين]، إلا إن ذلك لا يجيز الاستمرار في القيام بخطوات أحادية الجانب لم تعترف بها أي دولة حتى الآن.
· فمن المعروف أن هناك إجماعاً مطلقاً في العالم كله على أن القدس الشرقية هي، في أفضل الحالات، منطقة مختلف عليها، أما في العالم العربي، فثمة إجماع مطلق على أنها منطقة محتلة.
· علاوة على ذلك، فإن الواقع القائم في القدس، منذ سنة 1967، يكرس الفجوة الكبيرة الموجودة بين شطريها، وبين الشعبين اللذين يعيشان فيها، وبين الشعارات الفارغة والأوضاع الميدانية.
· وبينما كان من المفترض أن تكون الوحدة بين شطري القدس، في مجتمع ديمقراطي مثل المجتمع الإسرائيلي، مقرونة بالمساواة بين سكانها كلهم، فإن الواقع يبين مثلاً أن نحو نصف الطلاب الفلسطينيين في القدس الشرقية لا يتعلمون في مدارس شبكة التعليم التابعة للبلدية، وأن 9000 طالب منهم مجهولون لدى مؤسسات التربية والتعليم الإسرائيلية، ولا أحد يعرف ما إذا كانوا يتعلمون أصلاً. وقد سبق أن تعهد كل من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وبلدية القدس، أمام المحكمة الإسرائيلية العليا، ببناء 645 صفاً دراسياً جديداً على الأقل في القدس الشرقية، من أجل سدّ النقص الموجود في الصفوف الدراسية والبالغ 1350 صفاً، لكن ما حدث في الواقع هو بناء أقل من 100 صف دراسي جديد.
· لقد قام رئيس الدولة الإسرائيلية، شمعون بيرس، أمس، بزيارة مصر، وذلك في إطار الجهود الكبيرة التي يبذلها منذ بضعة أشهر من أجل الترويج لخطة سياسية تقضي بإقامة دولة فلسطينية موقتة، وإرجاء التداول بشأن موضوع القدس إلى مرحلة لاحقة تكون الأوضاع فيها أفضل من الأوضاع الحالية. وعلى ما يبدو، فإن رئيس دولتنا، المؤيد للسلام، يعتقد أنه يتعين على العرب تجميد إجماعهم بشأن القدس لمصلحة الإجماع الإسرائيلي بشأنها، والسماح بأن نفعل ما يحلو لنا فيها إلى أن نقرر إدراجها في جدول الأعمال، وذلك لأن القدس لنا.
· ولا شك في أن سلوك إسرائيل، عقب الانتقادات الكبيرة التي وجهت إلى خطة بناء بيوت جديدة في جيلو، والظواهر المرافقة لهذا السلوك، يثبتان أن موضوع القدس أصبح أشبه بداء متفشٍ في صفوف مختلف فئات المجتمع الإسرائيلي. ولا يبقى لنا، إزاء ذلك، إلا أن نتمنى أن يكون هناك دواء شافٍ من هذا الداء.