صفقة تبادل الأسرى: الإنجازات والإخفاقات
تاريخ المقال
المصدر
- هناك انعكاسات سياسية لصفقة تبادل الأسرى لدى الجانبين. فقد اكتشف الجمهوران الإسرائيلي والفلسطيني أن زعماءهما تراجعا عن الخطوط الحمر التي وضعوها لأنفسهم، إلاّ إن هذا لم يحسن كثيراً من مكانة هؤلاء السياسيين في نظر الناس.
- لقد كان نتنياهو هو الرابح الأكبر، ومعه أيضاً إيهود باراك، بينما توزعت المغانم السياسية في الجانب الفلسطيني في أكثر من اتجاه، فاشتدت قوة "حماس" داخل أراضي السلطة الفلسطينية، ورُفعت أعلام الحركة فيها رغماً عن إرادة أبو مازن. كذلك استطاعت "حماس" أن تعزز قوتها داخل البلدات العربية الإسرائيلية بعدما نجحت في إجبار دولة إسرائيل على إطلاق سراح مواطنين إسرائيليين يدينون بالولاء لها.
- في المقابل، فشلت "حماس" في غزة، فالجماهير التي شاركت في المهرجان الذي أقيم في القطاع ظلت غير متحمسة، على الرغم من محاولات زعماء الحركة إثارة حماستهم. ولم تلق الهتافات التي أطلقها إسماعيل هنية صدى لديهم بسبب إصرار نتنياهو على عدم إطلاق سراح القتلة من قادة "حماس"، وإجباره قادة الحركة في غزة ودمشق على التراجع عن مطالبهم، الأمر الذي ولد خيبة أمل لدى جمهور "حماس".
- ينطوي اتفاق تبادل الأسرى على احتمالين يثيران القلق، هما: تحسن العلاقات بين "حماس" ومصر، والتخوف من قيام مصر بإعادة إحياء اتفاق المصالحة بين "حماس" والسلطة الفلسطينية.
- لقد أعرب إفرايم هليفي الرئيس السابق للموساد عن أمله بأن تحرك صفقة شاليط المفاوضات بين إسرائيل و"حماس" بشأن موضوعات جوهرية. وعلى الرغم من رفض إسرائيل التفاوض مع "حماس"، إلاّ إن هذا ما فعلته يوم أمس. في المقابل لم يبعث إسماعيل هنية وخالد مشعل بإشارات تدل على مرونة، وإنما على العكس، هما مصران على التمسك بسلاحهما.