على إسرائيل ألاّ تهاجم إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • في حال هاجمت إسرائيل (أو الولايات المتحدة) المنشآت النووية في إيران، فإن إيران ستعتبر الهجوم خطوة حربية تتطلب رداً عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، سواء أنجح الهجوم أم فشل.
  • هناك عدة احتمالات للرد الإيراني العسكري، منها: إطلاق الصواريخ على إسرائيل وعلى أهداف أميركية؛ مهاجمة إسرائيل بواسطة سلاح الجو؛ استخدام سلاح البحر من أجل مهاجمة أهداف أميركية وإسرائيلية. كذلك تستطيع إيران استخدام حزب الله و"حماس" ضد إسرائيل، والمبادرة إلى شن عمليات في العراق ضد أهداف أميركية وضد الحكم المحلي، إلى جانب القيام بعمليات إرهابية ضد أهداف يهودية وإسرائيلية وأميركية في العالم، وهناك احتمال ضئيل لإطلاق صواريخ من الأراضي السورية.
  • وقد يكون الرد الإيراني اقتصادياً وسياسياً فقط، أو قد تجمع إيران بينهما وبين العملية العسكرية، وتستطيع إيران التعرض للسفن التي تعبر مضائق هرمز وتخفيض كميات تصديرها للنفط والغاز، الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع أسعارهما في العالم. إلاّ إن الرد الأخطر هو قيام إيران بإغلاق مضائق هرمز في وجه ناقلات النفط، حيث يمر نحو 40٪ من الطلب العالمي للنفط .
  • وبغض النظر عن الرد الإيراني، فإن المنطقة كلها ستكون في حالة حرب. وعلى مَن يبادر إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية أن يملك جواباً عن كل احتمالات الرد الإيراني، وفي حال عدم توفر ذلك، عليه أن يمتنع من مهاجمة إيران.
  • وضعت التقديرات الاستراتيجية التي جرت في الولايات المتحدة قبل أعوام عدداً من الأهداف، بينها: منع إيران من تحقيق هيمنتها الإقليمية (التي تستطيع تحقيقها من دون استخدام القوة العسكرية)؛ منع سقوط النظام في العراق والحؤول دون التدخل الإيراني في شؤونه؛ الدفاع عن أصدقاء أميركا في المنطقة، ولا سيما السعودية وإسرائيل؛ ضمان تدفق النفط من الخليج بما يتلاءم مع الطلب العالمي عليه.
  • من هنا فإن الاحتمال الوحيد الممكن هو أن تقوم الولايات المتحدة بالهجوم على إيران بعد أن تعد العدة لمواجهة احتمالات الرد الإيراني، وخصوصاً إذا عمدت إيران إلى إغلاق مضائق هرمز. وفي حال حدوث ذلك فإن مراحل العملية العسكرية الأميركية ستكون على الشكل التالي: أولاً، مهاجمة الأسطول الإيراني والقواعد والوسائل المستخدمة في إغلاق مضائق هرمز؛ ثانياً، الهجوم على المنظومات المضادة للطائرات، وعلى مراكز المراقبة والتحكم، ومهاجمة سلاح الجو الإيراني وقواعد الصواريخ (ولا سيما البعيدة المدى)؛ ثالثاُ، مهاجمة المنشآت النووية.
  • إن هذه الخطة معقدة للغاية وتحمل مخاطر كبيرة لإيران وللعالم. وإذا أعلنت الولايات المتحدة أنها تنوي مهاجمة إيران، فإن ذلك قد يدفع هذه الأخيرة إلى التعاون الدولي من أجل استخدام النووي لأهداف سلمية. باختصار، لا شك في أن مهاجمة إيران لوقف مشروعها النووي ليست مهمة إسرائيل.