· نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوم الجمعة الماضي [8/8/2008]، موجزًا للفصول التي تصف أسباب فشل المفاوضات بين إسرائيل وسورية من كتاب يُتوقع أن يصدر قريباً في الولايات المتحدة وإسرائيل لمارتن إنديك، الدبلوماسي الأميركي الذي كان سفيراً لبلاده في إسرائيل مرتين. وبحسب هذا الموجز هناك ثلاثة أشخاص يتحملون المسؤولية عن هذا الفشل، هم [الرئيس الأميركي السابق] بيل كلينتون، و[الرئيس السوري السابق] حافظ الأسد، وإيهود باراك الذي كان رئيس الحكومة ووزير الدفاع في إسرائيل. وبما أن الأخير هو الوحيد الذي لا يزال في موقع التأثير، بين المذكورين، فهناك أهمية لإدراك دوره فيما حدث.
· في نهاية سنة 1999 بدا أن هناك نافذة فرص تاريخية للتوصل إلى اتفاق سلام مع سورية. وفي أواسط شهر كانون الأول/ ديسمبر من تلك السنة، جاء باراك إلى زيارة عمل في واشنطن، غير أنه لم يغادر الطائرة بعد هبوطها بسلام في مدرج المطار، وإنما دعا إنديك إلى الصعود إليه كي يقول له إنه لا يستطيع القيام بخطوة من هذا القبيل [التوصل إلى اتفاق مع سورية] بسبب تغيّر وضعه السياسي. إن ما حدث فعلاً هو أن باراك كان مذهولاً من استطلاعات الرأي العام في إسرائيل. وقد عرض كلينتون القيام بزيارة إسرائيل من أجل إقناع الرأي العام بصحة الاتفاق، لكن باراك بقي مصراً على أنه غير قادر على أن يمضي قدماً.
· إن الاستنتاج الوحيد، الذي يمكن التوصل إليه بناء على ما يقوله إنديك، هو أن باراك امتنع من التوصل إلى اتفاق سلام مع السوريين خوفاً من أن يصفوه في البلد بأنه ضعيف. أمّا المفاوضات التي جرت في وقت لاحق في شيبردزتاون فلم تكن أكثر من مناورة إسرائيلية مخادعة.
· إن ما حدث منذ ذلك الوقت هو تعاظم قوة حزب الله في ظل الوصاية السورية، وتحوّل سورية إلى حليف خطر لإيران، وإلى مستودع لصواريخ تغطي أنحاء إسرائيل كافة. يبدو أن هذه هي المساهمة التي قدمها معسكر السلام الإسرائيلي (والأميركي) لعملية السلام.