وزارة الدفاع تناقش موضوع بيع الأسلحة لجورجيا
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

على الرغم من محاولات إسرائيل نفض يدها من أي تدخل في الحرب الدائرة في القفقاس بين روسيا وجورجيا، عُقد في وزارة الدفاع اليوم (الأحد) اجتماع خاص لمناقشة صفقات الأسلحة التي تنفذها جهات إسرائيلية مع جورجيا. وفي الوقت الحاضر، لم يُتخذ أي قرار بشأن تغيير السياسة المتبعة.



ومجدداً، أثارت الحرب الدامية بشأن السيطرة على الأقاليم الانفصالية في القفقاس، مسألة التدخل الإسرائيلي في تلك المنطقة، وذلك بعد أن قدمت عدة شركات، خلال الأعوام القليلة الفائتة، طلبات إلى وزارة الدفاع للسماح لها ببيع جورجيا أسلحة إسرائيلية الصنع، بدءاً بالأسلحة الدفاعية وانتهاءً بالدبابات.



وقررت وزارة الدفاع وضع قيود على المبيعات، وفرضت فيتو على معظمها خشية أن تتسبب بتوتر مع روسيا، وأن تقوم هذه الأخيرة ببيع أسلحة لإيران وحزب الله. وعلى الرغم من ذلك، حصل الجورجيون على طائرات بلا طيارين، ووسائل رؤية ليلية، وصواريخ مضادة للدبابات، ومعدات أخرى. وقد تم رفض معظم الصفقات، أمّا قيمة الصفقات التي نُفذت، فبلغت 200 مليون دولار سنوياً، وهو مبلغ ضئيل نسبياً.



وعلى الرغم من القيود التي فرضتها إسرائيل، أعربت روسيا عن غضبها من بيع الأسلحة، وخصوصاً الطائرات بلا طيارين، غير أن وزارة الدفاع أوضحت أن الأمر لا يتعلق بأسلحة هجومية، وإنما بأسلحة دفاعية في معظمها.



وتسبب هذا الحدث بتوتر بين وزارة الخارجية التي طلبت وقف الصفقات كلها بين البلدين، ووزارة الدفاع التي واصلت إقرار صفقات محدودة.



ومع أن التوصية بشأن إقرار صفقات الأسلحة تُعدّ من مهمات وزارة الخارجية، بموجب قانون مراقبة الصادرات الأمنية الذي أُقر قبل أربعة أعوام عقب الأزمة التي نشبت في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة عندما اعتزمت إسرائيل بيع الصين طائرات بلا طيارين، إلا إن سلطة القرار بقيت في يد وزارة الدفاع ("هآرتس"، 10/8/2008). وخلال الأعوام القليلة الفائتة نشب جدال بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع بشأن موضوع بيع الأسلحة لجورجيا، وحذرت وزارة الخارجية من خطر مساس العلاقات بروسيا. وقبل تسعة أشهر قررت الوزارتان، عقب تقديرات رأت أن المواجهة بين جورجيا وروسيا باتت وشيكة، حصر التجارة الأمنية مع جورجيا في معدات ذات طابع دفاعي، وذلك بعد أن أوضحت جهات روسية أنها تعتبر تزويد جورجيا بأسلحة هجومية خطاً أحمر. ولفت الروس إلى تحفظ إسرائيل على تزويد إيران وسورية بنظم أسلحة متطورة روسية الصنع لخشيتها إزاء نقلها إلى حزب الله.



وقد أسقط سلاح الجو الروسي أربع طائرات بلا طيارين، من أصل خمس طائرات، زودت شركة "ألبيط" جورجيا بها، وقبل بضعة أشهر التقطت كاميرا إحدى الطائرات شريطاً مصوراً للحظة إسقاطها. وعقب الحادث، توجهت وزارة الدفاع الروسية إلى وزارة الدفاع بطلب للتوضيح. علاوة على ذلك، بعث رئيس هيئة الأركان العامة الروسي برسالة احتجاج إلى نظيره الإسرائيلي طلب فيها من إسرائيل التوقف عن تزويد جورجيا بهذه الطائرات. وعلى الرغم من الاحتجاج، رفضت إسرائيل الاستجابة. وقال مصدر أمني: "إن الروس لا يفعلون كل ما نطلبه".



وقد باعت إسرائيل جورجيا أيضاً صواريخ مضادة للدبابات من إنتاج سلطة تطوير الوسائل القتالية، وكذلك راجمات صواريخ وذخائر من إنتاج شركة الصناعات الجوية، كما قامت بتحسين صواريخ سوفياتية الصنع. وفي الآونة الأخيرة كان هناك صفقات أخرى في جدول الأعمال، ومنها بيع جورجيا 200 دبابة من طراز مركافاه، إلا إن تغيير التوجيهات أدى إلى تجميدها. ومن رجال الأعمال الذين كانوا ضالعين في الاتصالات مع الجورجيين، الوزير الأسبق روني ميلو وأخوه شلومو، المدير العام السابق لشركة الصناعات الجوية. وعمل عدد من الشركات الإسرائيلية في تدريب قوات الأمن الجورجية، ومنها "غلوبال سي ـ إس ـ تي" التابعة للواء احتياط يسرائيل زيف، وشركة "ديفنسيف شيلد" التابعة للعميد احتياط غال هيرش ]استقال من منصب قائد فرقة الجليل عقب حرب لبنان في صيف سنة 2006[، وشركة "نير طال" التابعة لنير شاؤول. وقامت هذه الشركات، من جملة مهمات أخرى، بتدريب وحدات سلاح المشاة في جورجيا.