نتنياهو يحافظ على صلة بالقناة السورية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·      إن الأحاديث التي يدلي رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بها خلال الجلسات المغلقة، تعكس تخبطاته. ووفقاً لهذه الأحاديث، فإن المسار الفلسطيني ميؤوس منه، وذلك ليس لأنه لم يعد هناك شيء يمكن التفاوض بشأنه فحسب، بل أيضاً بسبب عدم وجود شريك، وكذلك افتقار الفلسطينيين إلى زعيم يمكنه أن يوقّع اتفاقاً.

·      صحيح أن نتنياهو ما زال يصرّح في العلن أنه على استعداد لتقديم "تنازلات صعبة"، ويدعو في الوقت نفسه إلى استئناف المفاوضات فوراً، غير أنه في داخل الغرف المغلقة يؤكد أن ذلك كله هو إضاعة للوقت. كما أنه يدرك أنه ليس في إمكانه تنفيذ "تنازلات صعبة" في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، فضلاً عن أن الجانب الفلسطيني لن  يكتفي بهذه التنازلات ولن يقدّرهـا.

·      فما العمل إزاء هذا كله؟ في واقع الأمر، فإن نتنياهو لا يعرف بالضبط ما الذي يتوجب عليه فعله، ومع ذلك، فهو يقول أنه سيفاجئ الجميع، موجهاً أنظاره إلى الشمال [سورية]، إذ ربما يأتي الخير من هناك.

·      ولا شك في أن نتنياهو يدرك جيداً ما هو الثمن المطلوب لهذا الخير [الانسحاب من هضبة الجولان كلها]، وقد سبق أن وافق، في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية [بين السنوات 1996 - 1999]، على دفع هذا الثمن، لكنه عدل عن ذلك في آخر لحظة. وقد حذا [رئيس الحكومة الأسبق] إيهود باراك حذوه فيما بعد.

·      وفي الوقت الحالي، فإن نتنياهو يتحدث عن وساطة فرنسية، لكنه ما زال متردداً بشأن الاعتراف سراً بـ "وديعة رابين"، وعلى ما يبدو، فإنه لا يملك الشجاعة الكافية للإقدام على ذلك.

·      ومن المعروف أيضاً أن نتنياهو يحافظ على نوع من الصلة بالقناة السورية. ومؤخراً، أكد [رجل الأعمال اليهودي الأميركي] رون لاودر [الذي قام بمهمة المبعوث الخاص لنتنياهو إلى الرئيس السوري السابق حافظ الأسد] أنه مستمر في صيانة علاقاته بأصدقائه في دمشق.

إن الذي يجب قوله في هذا الشأن هو أن مصطلح الانتصار تغيّر كثيراً. وبناء على هذا التغيير، فإن أي حرب مقبلة ستخوضها إسرائيل لن يكون في إمكانها أن تحقق انتصاراً. في الوقت نفسه، لم يعد هناك أرض يمكن احتلالها، وما هو موجود حالياً هو مخازن لا تُعد ولا تحصى من الصواريخ، وكثير من البشر الذين هم على استعداد لإطلاق هذه الصواريخ علينا. ومن أجل مواجهة ذلك كله أمامنا طريقان فقط: إمّا احتلال الشرق الأوسط كله لتطهيره [من الصواريخ]، وإمّا التسليم بهذا الواقع الجديد ومحاولة ردع الحرب بواسطة السلام.