من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
صدق وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير عندما قال هذا الأسبوع في تشخيصه للوضع في الحياة السياسية في إسرائيل: "لا وجود لمعسكر السلام". فبعد مرور تسعة أشهر على الانتخابات، يتبدد اليسار، بينما أصبحت كتلة اليمين أقوى من أي يوم آخر، في حين يواصل حزب العمل وزعيمه هبوطهما أكثر فأكثر. لكن الجمهور العريض يُظهر مرونة في أفكاره، وكذلك اعتدالاً سياسياً، فأغلبيته، بمن فيهم معظم مقترعي الليكود، تؤيد إجراء إسرائيل مفاوضات سياسية مع "حماس"، في حال تخليها عن الإرهاب واعترافها بإسرائيل.
هذه هي الخلاصات الأساسية لاستطلاع خاص للرأي العام أجرته "هآرتس" أمس عبر معهد "ديالوغ". وقد أظهر الاستطلاع أن موازين القوى ستكون في حال جرت انتخابات للكنيست اليوم، كالتالي: 65 مقعداً لليمين، في مقابل 55 لأحزاب الوسط واليسار. ويبدو أنه خلال الأشهر التسعة الأخيرة، انتقل نحو خمسة مقاعد من الوسط إلى اليمين. أما حزب كاديما فما زال محافظاً على قوته من دون أن يزيدها. لكن حزب العمل يتهاوى، فهو لم يحصل على أكثر من 6 مقاعد، في مقابل 13 مقعداً له في الكنيست الحالي، ويبدو أن الحزب في طريقه إلى الاختفاء عن الخريطة السياسية.
وكشف الاستطلاع أن حزب العمل يخسر مقاعده لمصلحة حزب كاديما، الذي بدوره يخسر مقاعده لمصلحة حزب الليكود، الذي هو أيضاً يخسر مقاعده لمصلحة اليمين. ومع ذلك يتضح أن الليكود زاد قوته بنسبة 20 %.
أما موقف الرأي العام في إسرائيل من حركة "حماس" التي لا تزال تحتفظ بالجندي غلعاد شاليط، فيبدو براغماتياً للغاية. وقد أظهر الاستطلاع تأييد أغلبية الجمهور لموقف عضو الكنيست شاؤول موفاز (كاديما) الذي دعا فيه إلى التحاور مع "حماس" ضمن شروط معينة. ويحظى الاقتراح بتأييد كبير داخل كاديما، إذ إن نحو 72% من مقترعي الحزب يؤيدونه، في الوقت الذي يؤيده نحو 53 % من مقترعي الليكود.