قرار إسرائيل التركيز على المفاوضات مع سورية رسالة إلى السلطة الفلسطينية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بعد شكوى أبو مازن من عدم معرفته بما تريده إسرائيل، يعتقد الفلسطينيون أنهم كشفوا النيات الإسرائيلية. فعلى الرغم من تكذيب إسرائيل أن يكون رئيس الحكومة بعث برسالة مصالحة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، فإن السلطة الفلسطينية مقتنعة بأن شيئاً ما تغير في الموقف الإسرائيلي، وأن القدس تنوي التركيز على معاودة المفاوضات مع دمشق. وسيجري اختبار هذه النيات الإسرائيلية اليوم، عندما سيلتقي الأسد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

وذكر مصدر في السلطة الفلسطينية للصحيفة أن الفلسطينيين حصلوا على معلومات من دولتين عربيتين، ومن جهات أوروبية، تشير إلى توصل إسرائيل إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية تقضي بتركيز الجهود في المرحلة المقبلة على إحياء المسار السوري –الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن ما يجري ليس مناورة إسرائيلية للتنقل بين المسارات المختلفة، وإنما قرار استراتيجي اتخذته إسرائيل بتركيز جهودها على المسار السوري.

وقال المصدر: "فهمنا أن الإسرائيليين هذه المرة مصرون على استنفاد المفاوضات على المسار السوري، بعدما تبين لهم أن القيادة الفلسطينية ليست مستعدة للبحث في أي صيغة للدولة الفسلطينية المؤقتة". وأضاف:"ليست المفاوضات هي التي تقلقنا، وإنما قيام نتنياهو بتسويقها أمام المجتمع الدولي، والتلويح بها أمام كل من يطالبه باستئناف المفاوضات معنا".

في هذه الأثناء، كذّبت القدس بصورة رسمية الادعاءات الفلسطينية التي تحدثت عن قرار استراتيجي بالتركيز على المفاوضات مع سورية، بعد الوصول إلى طريق مسدودة مع الفلسطينيين. وذكرت أوساط مقربة من نتنياهو أن رئيس الحكومة قال أمام الرئيس باراك أوباما، والرئيس نيكولا ساركوزي، أنه يولي أهمية كبيرة للبدء بالحوار مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، فهذا يشكل حجر الأساس في سياسته كما طرحها في خطابه في جامعة بار ـ إيلان، وأمام مجلس الاتحادات اليهودية في واشنطن. لكن على الرغم من ذلك، تعترف مصادر رفيعة المستوى في القدس بأن طرح نتنياهو و بيرس وباراك الموضوع السوري في وقت واحد أقلق الفلسطينيين. وأوضحت هذه المصادر أنه يجب أن يكون واضحاً لأبو مازن أن الموضوع السوري سيطرح على الطاولة في حال وافق الأسد على المطالبة الإسرائيلية بالبدء بالمفاوضات من دون شروط مسبقة، "وإذا ما ظهر أن طرح الموضوع هو وسيلة لدفع الفلسطينيين إلى العودة إلى المفاوضات، فهذا يعني أن الطرفين ربحا".

وأوضحت أوساط مقربة من رئيس الحكومة أن طرح الموضوع السوري جاء نتيجة عدد من الظروف، على رأسها تشجيع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي سأل نتنياهو ما هي الرسالة التي يريد إيصالها إلى الأسد، فرد عليه نتنياهو بأن لا مانع لديه من البدء بالمفاوضات فوراً مع سورية ومن دون شروط مسبقة. لكن هذا لا يعني أننا سنبدأ بالحوار مع دمشق غداً، وبالطبع لا أحد يتحدث الآن عن النزول عن الجولان.

وشددت أوساط رفيعة في القدس على أن سورية، حتى الآن، ما زالت مرتبطة بمحور الشر، والدليل على ذلك سفينة السلاح "فرانكوب"، واستمرار تسلح "حزب الله"، وتصريحات الأسد العدائية.