نتنياهو يغادر إلى واشنطن في ظل تهديد فلسطيني بإعلان الاستقلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تتزايد الخشية في إسرائيل من إعلان الاستقلال الفلسطيني من طرف واحد وإعلان إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود سنة 1967 تحظى باعتراف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد طلب [رئيس الحكومة الإسرائيلية] بنيامين نتنياهو من الإدارة الأميركية، مؤخراً، أن تستخدم الفيتو ضد اقتراح كهذا في حال طرحه، وذلك عقب وصول تقارير إلى القدس تفيد بأن هذه الفكرة تلقى تأييداً من دول رئيسية في الاتحاد الأوروبي، وعلى ما يبدو، من جهات أميركية أيضاً. ويغادر نتنياهو إسرائيل اليوم، في زيارة قصيرة لواشنطن، حيث يتوقع أن يلقي كلمة أمام مجلس الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية. وقد رفض المسؤولون في إدارة أوباما، حتى الآن، تحديد لقاء لرئيس الحكومة مع الرئيس باراك أوباما، لكن وصلت هذه الليلة تقارير من جهات في البيت الأبيض، ومن ديوان رئيس الحكومة تفيد بأن من المتوقع عقد لقاء بينهما مساء الاثنين.

ووفقاً لتقارير وصلت إلى إسرائيل، فإن رئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، توصل إلى تفاهم سري مع إدارة أوباما بشأن اعتراف الولايات المتحدة بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود سنة 1967. ومن المتوقع أن يحوّل مثل هذا الاعتراف كل أشكال الوجود الإسرائيلي ما وراء الخط الأخضر ـ حتى في القدس ـ إلى غزو غير قانوني، وسيكون للفلسطينيين الحق في الدفاع عن النفس.

وفي أواخر آب/ أغسطس الفائت، عرض فياض على المجتمع الدولي خطة مفصلة لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية، ووضع جدولاً زمنياً لإكمالها خلال عامين. ووفقاً لمسؤولين كبار في القدس، استقبلت إسرائيل، في البداية، خطة فياض بصورة إيجابية، كونها تتحدث عن بناء مؤسسات وقوى أمنية ناجعة. لكن مسؤولين كباراً في القدس، وجهات أخرى تتابع القضية الفلسطينية، قالوا لصحيفة "هآرتس" إن الخطة، إلى جانب البنود التي نشرت منها ـ والتي تتطرق إلى نشاطات على غرار "السلام الاقتصادي" الذي يدعو إليه نتنياهو أو أفكار وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون المتعلقة بـ "بناء السلطة من أسفل إلى أعلى" ـ تتضمن أيضاً جزءاً سرياً لم ينشر ويتحدث عن إعلان الاستقلال من جانب واحد.

ووفقاً لخطة فياض، فإنه في ختام الفترة التي حددت لبناء المؤسسات، ستتوجه السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وستطالبان بالسيادة على المناطق الواقعة ضمن حدود 4 حزيران/ يونيو 1967. ويرغب فياض في بلورة قرار جديد لمجلس الأمن يحل محل القرارين 242 و 338، أملاً بأن يحظى بتأييد المجتمع الدولي واعترافه بحدود الدولة الفلسطينية. وفي هذه الحالة، سيُمارس ضغط دولي شديد على إسرائيل كي تنسحب من الضفة الغربية.

إن إمكان قيام الفلسطينيين بخطوة من جانب واحد للمطالبة بالسيادة على المناطق الواقعة ضمن حدود سنة 1967 يسبب قلقاً كبيراً لإسرائيل. وخلال الأشهر القليلة الفائتة، أجرت اللجنة الوزارية السباعية (المطبخ الوزاري السياسي - الأمني) بضع مناقشات بشأن هذا الموضوع.

وبحسب عدد من المصادر الإسرائيلية، فإن رئيس الحكومة نتنياهو أثار هذه المسألة في لقاءاته مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، وطلب من الولايات المتحدة أن توضح لفياض أنها لن تؤيد خطوة كهذه، وأنها ستستخدم الفيتو ضدها. وحتى الآن لم يتلق نتنياهو جواباً واضحاً من الإدارة الأميركية بشأن موقفها من خطة فياض.