· إن قيادة المؤسسة الأمنية في إسرائيل لا تسأل ما إذا كانت ستندلع مواجهة عسكرية مع حركة "حماس"، وإنما متى ستندلع. ويمكن الافتراض أن هذه المواجهة ستستأنف في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وذلك بالتزامن مع مرور عام واحد على عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة.
· في واقع الأمر، فإن العدّ العكسي لهذه المواجهة بدأ منذ الخميس الفائت. ففي ذلك اليوم قامت "حماس"، مستغلة أحوال الطقس العاصفة، بإجراء تجربة ناجحة على إطلاق قذيفة صاروخية من شاطئ غزة على البحر. وقد بذلت الحركة جهوداً كبيرة من أجل إخفاء هذه التجربة عن عيون إسرائيل، لكن الجهات المسؤولة في إسرائيل لم تتمكن من رصد التجربة فحسب، بل أيضاً من قياس مدى تلك القذيفة، وهو 60 كيلومتراً. وتعتبر هذه التجربة بمثابة محطة فاصلة، وذلك لأنها تعني نقل المواجهة بين "حماس" وإسرائيل، من الآن فصاعداً، من المستوطنات المحاذية لغزة إلى وسط البلد.
· ويبدو أن "حماس" طبقت أحد الدروس التي تم استنتاجها من عملية "الرصاص المسبوك"، وفحواه أنه إذا لم يكن في حيازتها صواريخ تهدد تل أبيب فلن يكون لديها أي ورقة حقيقية تؤثر في الرأي العام في إسرائيل، وتردع الحكومة والجيش الإسرائيلي بصورة فعلية.
· كما يبدو أن الإيرانيين جعلوا هذه القذائف الصاروخية ملائمة لأوضاع قطاع غزة، إذ إنه يمكن إطلاقها من منصة متحركة (يمكن نصبها، مثلاً، على متن شاحنة)، أو من منصة مخبأة داخل بناية سكنية، كما يفعل حزب الله في لبنان.
· من ناحية أخرى، فإن قدرات "حماس" في مجال حفر الأنفاق تحسنت كثيراً، وهي تحفر الآن على عمق يتراوح ما بين 20 و 25 متراً، وتتقدّم في عملية الحفر بوتيرة 5 أمتار يومياً. مع ذلك فإن نحو ثلث الوسائل القتالية فقط، والتي يحاول الإيرانيون تهريبها، يصل إلى هدفه، وذلك بسبب العراقيل التي يضعها المصريون.
· إن ما يمكن قوله هو أنه في اللحظة التي تصبح فيها تلك القذائف الصاروخية البعيدة المدى، والموجودة في حيازة "حماس"، عملانية، فإن المواجهة العسكرية بينها وبين إسرائيل ستصبح مسألة وقت لا أكثر. وتفيد التقديرات السائدة في إسرائيل بأن "حماس" ستستكمل، حتى كانون الأول/ ديسمبر المقبل، الحدّ الأدنى من استعدادها العسكري المطلوب للوقوف في مواجهة الجيش الإسرائيلي.