أوباما يتعلم من إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن الذين ينتقدون إسرائيل في الولايات المتحدة يصفونها بأنها عبء استراتيجي. فهم يدّعون أنه في إبان الحرب الباردة [مع الاتحاد السوفياتي]، كان هناك قيمة كبيرة للتعاون العسكري مع الجيش الإسرائيلي، وذلك لأنه قام بتزويد الأميركيين معلومات شديدة الأهمية والقيمة تتعلق بعمل منظومات الأسلحة السوفياتية، التي كانت تستعملها الجيوش العربية.

·      غير أن هؤلاء يرتكبون خطأ كبيراً، ذلك بأنه من المعروف أن الجهود الحربية الأميركية المبذولة، في الوقت الحالي، ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، تستند إلى نظرية قتالية تم تطويرها في إسرائيل، وفحواها تنفيذ عمليات قتل لـ "الإرهابيين" بواسطة هجمات جوية. وقد كان الجيش الإسرائيلي هو رائد القيام بهذه العمليات في العالم أجمع.

·      وتجدر الإشارة إلى أنه عندما بدأت إسرائيل بإتباع ما يسمى "سياسة التصفيات"، في سنة 2001، قامت الولايات المتحدة بشجبها، غير أنها سرعان ما غيرت سياستها، في إثر سقوط برجي التجارة العالمية في نيويورك، في 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وبدأت باتّباع هذا الأسلوب الإسرائيلي. وبناء على ذلك، لجأت إلى استخدام طائرات من دون طيارين مسلحة بصواريخ، من أجل القضاء على "الإرهابيين"، بداية في اليمن، ومن ثمّ في أفغانستان وباكستان.

·      ويبدو أن الرئيس الأميركي الحالي، باراك أوباما، هو تلميذ متحمس لنظرية التصفيات، أكثر من سلفه جورج بوش، إذ إنه صادق، منذ تسلم مهمات منصبه في كانون الثاني/ يناير 2009 وحتى تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، على 42 عملية هجومية من هذا القبيل، في حين أن بوش صادق، خلال آخر ثلاثة أعوام من ولايته، على 40 عملية فقط.

·      وقد أدت عمليات أوباما هذه إلى القضاء على ستة من القادة الكبار في تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وإلى مقتل 450 شخصاً آخر. وربما يجدر لفت انتباه القاضي ريتشارد غولدستون [رئيس لجنة الأمم المتحدة التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008]، إلى أن ربع هؤلاء القتلى كان من السكان المدنيين. ومع أن منظمات حقوق الإنسان لا تنفك تحذّر من أن أميركا تقوم بخرق القانون الدولي، إلا إن إدارة أوباما لا تعير هذه التحذيرات أي اهتمام يُذكر.

·      من ناحية أخرى، فإن شهوداً فلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان تؤكد، منذ بضعة أعوام، أن الجيش الإسرائيلي يقوم هو أيضاً بتفعيل مثل هذه الطائرات خلال هجماته الجوية على غزة.