· إن السلطة الفلسطينية ما زالت ترفض النظر بإيجابية إلى التفاهمات الجديدة التي تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالاستيطان [في المناطق المحتلة]. ومع ذلك فإن الأميركيين يعتقدون أنهم باتوا قريبين، أكثر من أي وقت مضى، من التوصل إلى وثيقة تنظم إجراءات المحادثات الإسرائيلية - الفلسطينية، وتكون مقبولة من الجانبين. لكن ذلك لا يعني أنه سيكون في الإمكان نشر مثل هذه الوثيقة على الفور، فالمناخ السياسي، من جانب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، غير مؤات لمثل هذا الأمر.
· علاوة على ذلك، فإن المسؤولين في واشنطن يدركون أنه لن يتم تحقيق إنجازات كبيرة قبل أن تتم تسوية القضايا الرئيسية التي تزعج رئيس السلطة الفلسطينية، وقبل أن يتضح مصير الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية.
· في هذه الأثناء، فإن ما يجدر فعله هو توثيق تصريح وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال مؤتمرها الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، نهار السبت الفائت، والذي قالت فيه: "إن المستوطنات لم تكن قط شرطاً مسبقاً للمفاوضات [الإسرائيلية ـ الفلسطينية]"، وذلك من أجل مواجهة احتمال قيام كلينتون بتغيير لهجتها في المستقبل.
وكانت كلينتون نفسها أكدت، في حزيران/ يونيو الفائت، خلال مؤتمر صحافي مشترك تميّز بالتوتر الشديد مع وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، أن تجميد الاستيطان "هو أمر مهم وحيوي من أجل دفع جهود" التوصل إلى اتفاق سلام. لكن يبدو أن تصريحات كلينتون في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر مختلفة تماماً عن تصريحاتها في حزيران/ يونيو الفائت.