من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
سمحت الشرطة الإسرائيلية، يوم أمس، بنشر نبأ فحواه أن يعقوب (جاك) تايتل، من مستوطنة "شَفوت راحيل" في السامرة [شمال الضفة الغربية]، معتقل منذ نحو شهر، بشبهة ارتكاب سلسلة من العمليات الإرهابية الخطرة على مدار 12 عاماً. وقد شملت هذه العمليات جرائم قتل فلسطينيين اثنين، وزرع عبوات ناسفة أدت إلى إصابة فتى من عائلة يهودية ـ مسيانية في مستوطنة أريئيل بجروح خطرة، وإلى إصابة البروفسور زئيف شطرنهيل [مؤرخ وأستاذ جامعي]، ومواطن فلسطيني من الضفة الغربية، بجروح طفيفة.
وقد اعترف تايتل، خلال التحقيق معه، بارتكاب هذه العمليات.
كما جرى التحقيق مع تايتل بشبهة الضلوع في ارتكاب عملية قتل فتى وفتاة في ناد للمثليين الجنسيين في تل أبيب، وقد اعترف، في إحدى مراحل التحقيق، بأنه ارتكب هذه الجريمة فعلاً، غير أن المحققين يدّعون أنه لم يرتكبها، وأن التحقيقات فيها ما زالت مستمرة.
ويبلغ تايتل 37 عاماً، وقد هاجر إلى إسرائيل من الولايات المتحدة قبل تسعة أعوام، وتزوج من ريفكا وأنجبا أربعة أولاد. وكان في السابق على صلة بناشطين من اليمين المتطرف، لكنه ادّعى أن العمليات الإرهابية المذكورة كلها قام بتنفيذها بمفرده، ومن دون مساعدة من أي جهة. ولا يزال محققو جهاز الأمن العام [شاباك] والشرطة الإسرائيلية يفحصون هذا الادعاء.
وعُثر في منزل تايتل وفي مخبأ سري آخر في مستوطنة "شَفوت راحيل"، على أسلحة ومواد تخريبية كثيرة. وبحسب ما يقول المحققون، فإنه كان ينوي القيام بعمليات إرهابية أخرى ضد أهداف متعددة.
ووفقاً لاعترافات تايتل فقد قام، في 8 حزيران/ يونيو 1997، بقتل سائق سيارة أجرة فلسطيني في القدس الشرقية [هو سمير بلبيسي]، وبعد شهرين قتل فلسطينياً آخر [هو عيسى محامدة] قرب مستوطنة كرمل جنوبي جبل الخليل. وأفاد، خلال التحقيقات معه، بأن أداة الجريمتين كانت مسدساً نجح في تهريبه من الخارج عبر رحلة جوية إلى إسرائيل على متن طائرة تابعة لشركة "بريتيش إيرويز" البريطانية.
ووفقاً لما تقوله مصادر جهاز الأمن العام فإن تايتل بلّغ المحققين أيضاً أنه قام، في سنة 2001، بزرع أربعة ألغام على مقربة من قرية أبو غوش العربية ـ الإسرائيلية في منطقة القدس؛ وفي آذار/ مارس 2003 زرع عبوة ناسفة قرب أحد البيوت الفلسطينية في قرية سنجل في منطقة رام الله؛ وفي سنة 2004 ترك زجاجات تحوي عصيراً ساماً في أحد شوارع قرية فلسطينية قرب مستوطنة عيلي. وفي 20 نيسان/ أبريل 2007 قام بتفجير عبوة ناسفة بالقرب من دير بيت جمال، في منطقة بيت شيمش، الأمر الذي أدى إلى إصابة مواطن فلسطيني بجروح طفيفة؛ وفي 20 آذار/ مارس 2008 دسّ عبوة ناسفة في إرسالية طعام بالقرب من منزل عائلة يهودية ـ مسيانية في مستوطنة أريئيل، أدى انفجارها إلى إصابة فتى في الـ 15 من عمره، وهو من أفراد العائلة، بجروح خطرة؛ وفي 25 أيلول/ سبتمبر 2008 قام بآخر عملية إرهابية، وهي زرع عبوة ناسفة قرب منزل البروفسور زئيف شطرنهيل، الحائز على "جائزة إسرائيل"، في القدس، وقد أدى انفجارها إلى إصابته بجروح طفيفة.
وعلى ما يبدو، فإن آخر عمليتين هما اللتان أدتا إلى تسريع عمل طاقم التحقيق المشترك المؤلف من جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية.