من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الرئيس السوري، بشار الأسد، معنيّ باستئناف المفاوضات مع إسرائيل بشأن إعادة هضبة الجولان في مقابل السلام، وقد سبق أن بادر إلى إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، بوساطة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، استمرت إلى ما قبل فترة وجيزة. وعندما اندلع نزاع بين هذا الأخير وإسرائيل، لجأ الأسد إلى وساطة رئيس كرواتيا، ستيفا ميسيتش.
· وفي الأسبوع الفائت التقى ميسيتش على حدة كلاً من الرئيس السوري، ورئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعرض مساعدته وسيطًا ومضيفًا. وقد استجاب نتنياهو للعرض في الظاهر، غير أنه رفضه عمليًا، وذلك بإصراره على أن تكون المفاوضات مباشرة ومن دون شروط مسبقة (وهذا يعني، من دون التزام إسرائيل الانسحاب إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967، ومن دون العودة إلى النقطة التي انتهت عندها المفاوضات بين الجانبين في إبان ولاية حكومة إيهود أولمرت). وبذا، فإن نتنياهو وضع شروطًا مسبقة بذريعة رفضه طرح [سورية] شروط مسبقة.
· إن المقاربة الإسرائيلية إزاء العلاقات مع سورية يجب أن تُدار من النهاية إلى البداية، والنهاية هي تحقيق حلم السلام الإقليمي بين إسرائيل وجاراتها كافة. ويتعين على إسرائيل، في موازاة الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين ومن دون المس بهم، أن تسعى لسلام مع سورية، وفقًا للقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في تشرين الثاني/ نوفمبر 1967، والذي ينص على سلام كامل ومضمون في مقابل انسحاب [إسرائيلي] كامل.
· ولا شك في أن الأسد راغب في الاقتراب من الجسر الذي يفضي إلى هذه التسوية، وذلك بواسطة محادثات غير مباشرة، وعلى مرحلتين: في المرحلة الأولى يكون الوسيط طرفاً غير أميركي، وذلك من أجل تحديد نقاط الخلاف، وبذل الجهود لإيجاد حلول لها، وفي المرحلة الثانية، وفي إثر التوصل إلى حافة الجسر، يمكن أن يكون الوسيط أميركيًا، وأن يعدّ العدة لعقد قمة ثلاثية. ويبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تقوم بتحركات من أجل بلوغ هذه المرحلة، من خلال المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، ومساعده لشؤون سورية ولبنان، فريدريك هوف.
· ومن المعروف ما الذي تريد سورية أن تحصل عليه في مقابل هذه المفاوضات من إسرائيل، ولا يقل أهمية في نظرها ما ستحصل عليه من واشنطن أيضًا. أمّا إسرائيل، فإن ما تريده معروف أيضًا وهو، فضلاً عن تسديد هدف في مرمى السلام الإقليمي، إضعاف جبهة المقاومة العربية التي تساعد إيران، وتشمل سورية وحزب الله و"حماس". ويعتبر نتنياهو أن إيران يجب أن تكون أساس الاهتمام، غير أنه يستنكف عن اتخاذ القرارات الحاسمة المترتبة على ذلك.
· لقد سبق أن تحادث نتنياهو [في إبان ولايته الأولى في رئاسة الحكومة الإسرائيلية] بصورة غير مباشرة، مع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، والد حاكم دمشق الحالي، وذلك بواسطة رجل الأعمال الأميركي، رون لاودر. غير أن الاتصالات باءت بالفشل الذريع في حينه، وهناك خلاف بشأن ما تم التوصل إليه خلالها. لكن لا يوجد خلاف على أن السعي لسلام مع سورية هو حلقة مركزية في ميراث [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] يتسحاق رابين، والذي يُفترض بوزير الدفاع في حكومة نتنياهو، إيهود باراك، أن يعمل على تطبيقه. ولذا، فإن المضي قدمًا في هذا السعي يُعتبر أفضل تخليد لذكرى رابين، وأفضل وفاء لميراثه.