أبو مازن يفقد الأمل: "أشعر بأن نتنياهو سنة 1996 لم يتغير"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أحاديث أجراها في الفترة الأخيرة مع جهات إسرائيلية مختلفة إن رئيس الحكومة ما زال هو نفسه نتنياهو سنة 1996. وتحسّر على أيام رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت. ونقلت شخصيات إسرائيلية التقت رئيس السلطة الشكوك العميقة التي تعتريه ومستشاريه صائب عريقات وياسر عبد ربه تجاه نتنياهو. ويشكل التوتر بشأن جبل الهيكل [الحرم القدسي الشسريف] دليلاً واضحاً على انعدام الثقة التي يشعر بها أبو مازن الذي قال أمام هذه الشخصيات الإسرائيلية: "أعلم أن نتنياهو شخص براغماتي، والجميع يقولون لي إنه تغير، لكنني لا أرى ذلك. وانطباعي أنه ما زال كما كان في سنة 1996. يطلبون مني الانتظار ، لكن إلى متى سأعطيه فترة سماح؟"

في تقدير رئيس السلطة أن الوقت المتبقي لتغيير التوجه السلبي في عملية السلام بات محدوداً، وهو يأمل بأن تشكل زيارة وزيرة الخارجية كلينتون للمنطقة، ومحادثاتها في إسرائيل، انعطافة على هذا الصعيد. وأعرب أبو مازن عن استعداده إعطاء نتنياهو فرصة جديدة، لكنه أشار إلى ضرورة حدوث شيء ما خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة.

ويعتقد أبو مازن ومستشاروه أن كل ما يجري في القدس يتم بموافقة نتنياهو وبتوجيه منه،  وأنه هو الذي يرسل ناشطي اليمين إلى جبل الهيكل في محاولة لخرق الوضع القائم هناك.

وذكر مصدر إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً إلى حساسية الموضوع، أن أبو مازن يشعر بإحباط كبير تجاه نتنياهو، وإزاء التغيير الذي لحق بسياسة الحكومة الإسرائيلية، وخصوصاً الخطاب المتشدد الذي يدور في الأحاديث المغلقة لبعض الشخصيات الإسرائيلية.

ويبدو أن ديوان رئاسة الحكومة على علم بهذا الموقف السلبي لأبو مازن من نتنياهو، لكن المسؤولين هناك يشددون على أن نتنياهو هو الذي يعرب عن استعداده لمعاودة المفاوضات من دون شروط مسبقة، وأن رئيس السلطة هو االذي يعرقل عودة المفاوضات ويتشدد في مواقفه.

وسيطلب نتنياهو من كلينتون وميتشل زيادة الضغط على أبو مازن لحمله على الموافقة على معاودة المفاوضات، وسيقول لهما أنه مستعد للقيام بمبادرات حسن نية جديدة تجاه رئيس السلطة في حال تجددت الاتصالات. كما سيشدد على أنه في حال لم تتجدد المفاوضات واستمر الجمود، فإنه مستعد للبحث في مسارات جديدة مثل الاتفاقات المرحلية.