· على الرغم من حرب لبنان الثانية، يبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، وكذلك حزب كاديما، رمزاً لشيء مهم وصحي، هو ترميم الإجماع الإسرائيلي حول أساس المبدأ الصهيوني، أي الدولة اليهودية والديمقراطية. فقد نشأ كلاهما على أنقاض قوى اليسار واليمين القديمة، والتي انهارت مع تقوّض مفهوم أوسلو ومفهوم أرض إسرائيل الكبرى. وبهذا المعنى، كان أولمرت، في ظل الأوضاع التي آلت إسرائيل إليها، يمثل العودة إلى العقلانية.
· إن الذي جعل الطريق مسدودة أمام تطور هذه العقلانية لم يكن مرتبطاً لا بأولمرت نفسه، ولا بإدارة حرب لبنان الثانية، ولا بالتحقيقات البوليسية معه، وإنما بالمتطرفين في الشمال [حزب الله] وفي الجنوب ["حماس"]، الذين تبين أن في إمكانهم أن يكبحوا تقسيم البلد. وقد أصبحنا أسرى لديهم.
· على الرغم من ذلك، لدينا ما يمكن أن نفعله. والمطلوب الآن، بعد أن نتأكد من أن إفراغ الغضب العارم على أولمرت لن يغير الوضع الأساسي، هو أن يستفيق الكثيرون الذين يشكلون عماد الإجماع الإسرائيلي الجديد المذكور، وأن يطلبوا من ناخبيهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل دفع الوفاق الوطني الجديد قدماً، أي من أجل إنهاء بناء الجدار الفاصل، ووقف التوسع الاستيطاني.