على إسرائيل إحداث تغيير جوهري في سياستها النووية بالاتفاق مع الولايات المتحدة
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- حققت إسرائيل فوزاً دبلوماسياً في نهاية الشهر الماضي، إلاّ إنه لم يظهر جلياً نتيجة الأحداث الداخلية. فقد رفضت الجمعية العامة لوكالة الطاقة النووية التي اجتمعت في فيينا الاقتراح الذي تقدمت به الدول العربية من أجل الموافقة على مناقشة القدرة النووية الإسرائيلية، وللعام الثاني على التوالي لم تنجح الدول العربية في التوصل إلى مثل هذا القرار.
- يدل هذا الفوز الدبلوماسي الكبير على رفض المجتمع الدولي الموقف العربي الذي يعبتر إسرائيل دولة تملك قوة نووية. لكن، في المقابل، من الخطأ الاعتقاد أن هذا سيشكل نهاية الضغوط على إسرائيل من أجل الانضمام إلى المعاهدة الدولية لمنع انتشار السلاح النووي. فإسرائيل هي من بين الدول الأربع الوحيدة التي لم تنضم إلى معاهدة منع انتشار السلاح النووي، وستواجه ضغوطاً كبيرة من جانب وكالة الطاقة النووية خلال العام المقبل.
- يجب ألاّ يعمي هذا الفوز الدبلوماسي أنظار متخذي القرارت لدينا، فموضوع السلاح النووي الإسرائيلي سيبقى مدرجاً في جدول أعمال المجتمع الدولي. ومن المتوقع أن يكون موقف مصر، التي تقود منذ أعوام الحملة ضد السلاح النووي الإسرائيلي، متشدداً بهذا الشأن، وإذا كان هناك موضوع يمكن أن تتوحد بشأنه الأحزاب المصرية كلها في حملاتها للانتخابات المنتظرة في أواخر هذا العام، فهو الموضوع النووي الإسرائيلي. وحتى في أوروبا هناك من يدعو إلى ربط الضغط على إيران في الموضوع النووي بالمشروع النووي الإسرائيلي.
- على الذين بيدهم اتخاذ القرارات استغلال الأشهر المقبلة من أجل درس القيام بتغيير جوهري في السياسة النووية الإسرائيلية. وبدلاً من أن تنتظر إسرائيل الضغط عليها يجب أن تبادر إلى التفاهم مع إدارة أوباما من أجل التوصل إلى "اتفاق نووي" جديد مع الولايات المتحدة، قبل أن تتخذ الهيئات الدولية قراراً في هذا الشأن. والمقصود هنا التوصل إلى اتفاق قد يكون سرياً في مرحلته الأولى، ويشكل أساساً، لإحداث تغيير بالتدريج في وضع إسرائيل النووي في نظر المجتمع الدولي، على أن تقوم الولايات المتحدة بالإعداد لهذا الوضع الجديد. وبعبارة أوضح: لقد آن الأوان لوضع حد لنظرية الغموض النووي.