لو كنت محل محمود عباس لما استأنفت المفاوضات مع إسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • لا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزراءها، كذلك رئيس هيئة الأركان العامة وجنرالات الجيش الإسرائيلي، يدركون جيداً أن [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس لا يرغب وربما أيضاً لا يستطيع أن يجري في الوقت الحالي مفاوضات مع إسرائيل بشأن التوصل إلى حل على أساس دولتين لشعبين، وبالتالي فإنه من غير المتوقع أن تُستأنف هذه المفاوضات في غضون العام المقبل أو العامين المقبلين إلاّ إذا حدث أمر استثنائي لا يمكن أن يتوقعه أحد منذ الآن.
  • إن السؤال المطروح هو التالي: لو أنني محل عباس هل كنت سأتطلع إلى إجراء مفاوضات مع الإسرائيليين للتوصل إلى سلام معهم؟ للإجابة عن هذا السؤال علينا قبل أي شيء أن نتذكر أن عباس هو زعيم شعب يخوض منذ أكثر من 100 عام حرباً مريرة مع يهود أرض إسرائيل [فلسطين] في إبان الاحتلال العثماني والانتداب البريطاني، ومع سكان إسرائيل منذ إقامة الدولة [سنة 1948]. وهذا يعني أن عباس، شأنه شأن أسلافه، هو عدو لدود لإسرائيل، ويتطلع إلى تحقيق أقصى ما يمكن لأبناء شعبه. وتقف في مقابله زعامة إسرائيلية غير مستعدة لمنحه هذا الحد الأقصى من مطالب شعبه حتى لو أدى ذلك إلى مزيدٍ من سفك الدماء.
  • من ناحية أخرى لا بد من القول إن الزمان لدى العرب لا يعتبر عنصراً مركزياً في رجاحة الرأي واتخاذ القرارات، لذا فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم. وذات مرة قال زعيم فلسطيني: قبل اليهود سيطرت علينا شعوب كثيرة، فكم عام سيعيش اليهود هنا؟ مئة عام؟ مئتين؟ سننتظر.
  • لو أنني محل عباس لجلست في بيتي وقلت لنفسي: إن العالم كله يدرك الآن أنه لا يمكن وقف عجلة الربيع العربي، ويجدر بالغرب أن يتعلق بأذيال هذه العجلة كي يكون له في المستقبل تأثير فيما سيحدث في كل من القاهرة ودمشق والرياض وبنغازي، وبالتأكيد فإن بطاقة دخول الغرب إلى هامش الربيع العربي تمر عبر فلسطين وإسرائيل. بكلمات أخرى، فإن عباس يمكنه الآن أن يعتمد على آخرين كي يلتقطوا له الكستناء من النار الإسرائيلية، ولديه متسع من الوقت للانتظار.
  • في المقابل فإن الجانب الإسرائيلي لم يعد لديه ما يفعله سوى أن يبذل كل ما في وسعه كي يستأنف الفلسطينيون المفاوضات معه، لكنه للأسف ما زال حتى الآن يتلكأ في الإقدام على أي خطوة من شأنها أن تدفع هذا الأمر قدماً.