كتابة شعارات "الموت للعرب" على جدران مدينة بات يام واعتداء على قبور إسلامية ومسيحية في يافا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

كتب مجهولون أمس (الأحد) شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب" على عدة جدران في مدينة بات يام [القريبة من تل أبيب]، وذلك بعد اعتداء مجهولين الليلة قبل الماضية على المقبرة الإسلامية وعلى مقبرة طائفة الروم الأورثوذكس في مدينة يافا، وتحطيم شواهد قبور، وكتابة شعارات عنصرية.

وحطم المعتدون شواهد 22 قبراً في المقبرة الإسلامية، و4 قبور في مقبرة الروم الأورثوذكس، وكتبوا عليها شعار "الموت للعرب"، وشعار "جباية الثمن" الذي يستخدمه المستوطنون في الضفة الغربية لوصف اعتداءاتهم على الفلسطينيين.

ولدى اكتشاف الاعتداء نهار أول أمس (السبت) هرع المئات من سكان يافا إلى المقبرتين وعبروا عن احتجاجهم على ما وصفوه بامتناع الشرطة من وقف اعتداءات المتطرفين اليهود على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

وفي ساعات المساء نظمت عدة قوى سياسية في يافا تظاهرة حاشدة في شارع "ييفت" المركزي في المدينة اشترك فيها مئات المواطنين العرب واليهود احتجاجاً على الاعتداء العنصري، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإبعاد المتطرفين اليهود عن يافا.

وندد رئيس الدولة الإسرائيلية شمعون بيرس بتدنيس القبور، ودعا الجهات المسؤولة عن تطبيق القانون إلى "بذل جهود كبيرة من أجل القبض على المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم."

كما ندد رئيس بلدية تل أبيب رون خولدائي بهذا الاعتداء، كذلك وصف الحاخام الرئيسي لمدينة تل أبيب، يسرائيل لاو، فالاعتداء بأنه "عمل إرهابي موجّه ضد التعايش بين السكان اليهود والعرب في المدينة والدولة عموماً."

وقال قائد الشرطة في منطقة جنوب تل أبيب ديفيد جيز إن هوية المعتدين على المقبرتين ليست واضحة بعد، وإن "وجهة التحقيق لا تنحصر في عملية جباية الثمن فقط."

من ناحية أخرى عقد القائد العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دانينو، ورئيس بلدية تل أبيب، مساء أمس (الأحد)، اجتماعاً مع قادة السكان العرب في يافا في محاولة لتهدئة الأجواء.

وأكد عدة قادة عرب خلال الاجتماع أن لديهم شعوراً قوياً بأن السكان العرب باتوا في الآونة الأخيرة عرضة لأخطار كثيرة، وأن إمكان ارتكاب اعتداءات ضدهم وهم في طريقهم لأداء الصلاة في المسجد أو الكنيسة أصبح كبيراً.

وقال القائد العام للشرطة، وهو من مواليد مدينة يافا، إن الشرطة تحقق فيما إذا كان الاعتداء على المقبرتين الإسلامية والمسيحية قد تم من طرف جهات جنائية، فضلاً عن التحقيق في احتمال أن يكون جرى في إطار عمليات "جباية الثمن" التي يرتكبها ناشطو اليمين المتطرف. ووصف الاعتداء بأنه خطر للغاية، مؤكداً أن الشرطة تبذل ما في وسعها كي تلقي القبض على المسؤولين عنه.

في موازاة ذلك، قالت مصادر رفيعة المستوى في الشرطة الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إنه منذ عملية إحراق المسجد في قرية طوبا الزنغرية [في الجليل الأعلى] الأسبوع الفائت تلقت الشرطة شكاوى كثيرة تتعلق بكتابة شعارات عنصرية في أنحاء متعددة من إسرائيل.