نجل أحد قادة "حماس" في الضفة الغربية كان العميل الأكبر لجهاز الأمن العام الإسرائيلي [شاباك]
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

كان نجل أحد قادة حركة "حماس" في الضفة الغربية، طوال عشرة أعوام، العميل رقم واحد لجهاز الأمن العام الإسرائيلي [شاباك]. ويدور الحديث على مصعب، النجل الأكبر للشيخ حسن يوسف، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي كان ناشطاً في الحركة. وقد نجح مصعب في إحباط عشرات العمليات الانتحارية ضد إسرائيل، وقام بكشف النقاب عن خلايا انتحارية، وحال دون اغتيال مسؤولين كبار في إسرائيل.

ويذكر أن مصعب اعتنق، قبل عشرة أعوام، الديانة المسيحية، ثم انتقل للسكنى في الولايات المتحدة. وستُنشر قصته هذه، حصرياً، في "ملحق هآرتس" بعد غد الجمعة، في كتاب بعنوان "أبناء حماس" (Sons of Hamas)، سيصدر قريباً في الولايات المتحدة.

ويعتبر المسؤولون في جهاز الأمن العام مصعب يوسف المصدر الأكثر صدقية والأرفع مستوى، الذي تمكنت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من زرعه في قيادة منظمة "إرهابية" إسلامية، حتى الآن. ولذا، فقد حظي بلقب "الأمير الأخضر"، وذلك لكونه نجلاً لأحد قادة "حماس" في الضفة، وكذلك بسبب لون علم هذه الحركة.

وبفضل المساعدة التي قدمها مصعب، تم مثلاً اعتقال كل من عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد ومروان البرغوثي، المسجونين في إسرائيل حالياً. كما أنه تسبب باعتقال والده، خشية قيام الجيش الإسرائيلي باغتياله.

وكانت صحيفة "هآرتس" نشرت، في آب/ أغسطس 2008، قصة اعتناق مصعب يوسف الديانة المسيحية، لكنه قرر الآن أن ينشر على الملأ سرّ عمله مع جهاز الأمن الإسرائيلي. وقد ظل محتفظاً بهذا السرّ منذ سنة 1996، وهي السنة التي اعتقل فيها أول مرة، من طرف ذلك الجهاز الذي قام بعدة محاولات لتجنيده من أجل العمل معه. وقد أُطلق من السجن في سنة 1997، بعد أن جرى تجنيده كعميل إسرائيلي في قيادة حركة "حماس".

أمّا الشخص الذي كان مسؤولاً عن تفعيل مصعب يوسف من طرف جهاز الأمن العام، فقد عُرف باسم "كابتن لؤي"، وهو لم يعد يعمل في الجهاز الآن. ووفقاً لرأي هذا المسؤول، فإن "أشخاصاً كثيرين [في إسرائيل] يدينون بحياتهم لمصعب، حتى من دون أن يعرفوا ذلك". وأضاف: "لقد حاز أشخاص قدموا خدمات أمنية لإسرائيل أقل من مصعب على جائزة الأمن الإسرائيلية، ولا شك في أنه يستحق هذه الجائزة الآن".