· لفت نظري، بين ردات الفعل الإسرائيلية الكثيرة على تقرير "لجنة غولدستون" [لجنة الأمم المتحدة التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008]، ما قاله الناطق بلسان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، وفحواه أن هذا التقرير سيجرّ حرباً مقبلة علينا.
· بناء على ذلك، يمكن الإدعاء أن الحرب المقبلة، التي ربما تخوضها إسرائيل، ستكون بسبب تقرير "لجنة غولدستون"، لا بسبب غبائها السياسي وضيق أفقها، أو بسبب انعدام حل واقعي للنزاع، وكذلك ليس بسبب ميولها إلى استعمال القوة العسكرية مرة كل بضعة أعوام.
· غير أن ما يثير غضب المسؤولين في إسرائيل هو أن مصير تقرير "لجنة غولدستون" لم يكن مثل مصير تقارير لجان التحقيق الأخرى، بما في ذلك لجان تحقيق داخلية إسرائيلية طواها النسيان. وهناك أمثلة كثيرة من الأعوام القليلة الفائتة تثبت ذلك، منها تقرير "لجنة بروديت"، التي قامت بدراسة الميزانية الأمنية الإسرائيلية، وتقارير مراقب الدولة، وحتى تقرير "لجنة فينوغراد" [التي تقصت وقائع حرب لبنان الثانية في صيف سنة 2006].
· ولذا، لا عجب إذا ما ثارت ثائرة إسرائيل جرّاء عدم اختفاء تقرير "لجنة غولدستون" بالسرعة المطلوبة. إن السياسة الإسرائيلية قائمة، تقليدياً، على أساس أن التغاضي عن هذه التقارير أفضل من معالجة المشكلات التي تشير إليها.