· عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1987 اتهم عدد من المحللين في إسرائيل رئيس الحكومة الأسبق يتسحاق رابين بأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل، والتي تم تنفيذها قبل عامين من تلك الانتفاضة، ساهمت في اندلاعها.
· وقد بينت معطيات لدى جهاز الأمن العام [شاباك] أن 48٪ من الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقوا في إطار تلك الصفقة تم إلقاء القبض عليهم وزجهم في السجن مرة أخرى. وبينت معطيات أخرى لدى هذا الجهاز أن فقط 45٪ من الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقوا في جميع صفقات تبادل الأسرى تجنبوا العودة إلى ممارسة "الإرهاب" ضد إسرائيل.
· في المقابل، تبين معطيات جهاز شاباك أن معظم الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقوا في إطار "صفقة شاليط" [صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" في تشرين الأول/ أكتوبر 2011] تجنبوا العودة إلى ممارسة "الإرهاب" ضد إسرائيل. وبطبيعة الحال ثمة أسباب كثيرة لذلك، منها أن جزءاً كبيراً من هؤلاء الأسرى تم طرده إلى الخارج أو إلى قطاع غزة، وأن الأوضاع العامة في المناطق [المحتلة] تتميز في الوقت الحالي بالهدوء والاستقرار.
· وتدعي مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن السبب الأهم لهذه الظاهرة يعود إلى حقيقة أن الذي يسيطر على الضفة الغربية الآن هو سلطة فلسطينية تحارب "الإرهاب"، من خلال التعاون الأمني الوثيق مع إسرائيل.
· مع ذلك لا بد من القول إن الهدوء المسيطر على الضفة الغربية منذ عدة أعوام هو هدوء مضلل، وإنه في حال اندلاع أعمال عنف جديدة هناك من المتوقع أن يعود جزء كبير من الأسرى الفلسطينيين الذين أطلقوا في إطار "صفقة شاليط" إلى دائرة المواجهة مع إسرائيل.