حادثة طائرة الاستطلاع التي اخترقت الأجواء الإقليمية الإسرائيلية تشكل فشلاً مخزياً للجيش الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       لا شك في أن حادثة طائرة الاستطلاع من دون طيار التي أرسلها حزب الله، والتي اخترقت الأجواء الإقليمية الإسرائيلية، وحلقت أكثر من ساعتين فوق البحر وأكثر من نصف ساعة فوق اليابسة قبل أن تسقطها طائرات سلاح الجو، تشكل فشلاً مخزياً للجيش الإسرائيلي. 

·       فقد قامت هذه الطائرة بالتحليق فوق البحر الأبيض المتوسط إلى أن وصلت إلى الشاطئ المحاذي لقطاع غزة، وخلال هذه الفترة لم تكتشفها منظومات الإنذار والرصد الإسرائيلية. وإن دل هذا الأمر على شيء فإنه يدل على وجود "ثقوب" في منظومات الإنذار والرصد الموجودة في حيازة الجيش الإسرائيلي.

·       ويمكن التقدير أيضاً بأن تلك الطائرة مرت في أثناء تحليقها فوق البحر بقطع تابعة لسلاح البحر الإسرائيلي، من دون أن ينتبه أحد إليها. كما أنها مرت فوق منشآت التنقيب عن الغاز الطبيعي في عرض البحر، وكان في إمكان من أرسلها أن يحمّل عليها شحنات من المواد المتفجرة، وأن يقوم بإلقائها على إحدى هذه المنشآت.

·       بناء على ذلك، يتعين على قيادة الجيش الإسرائيلي أن تقدم تفسيراً لمسألة عدم اكتشاف هذه الطائرة إلاّ بعد أن توجهت إلى اليابسة لدى وصولها إلى الشاطئ المحاذي لقطاع غزة. كما يتعين على هذه القيادة أن تفسر لماذا قررت أن تقوم طائرات سلاح الجو بمرافقة طائرة الاستطلاع فترة معينة قبل إسقاطها، ذلك بأن الحجة التي قيلت لتبرير هذا الأمر وفحواها أن سبب ذلك يعود إلى الحرص على إسقاط الطائرة في مناطق مفتوحة هي حجة غير مقنعة على الإطلاق، إذ إنها لا تأخذ في الاعتبار احتمال أن تكون الطائرة محملة بمواد متفجرة، وأن يقوم الذي أرسلها فجأة بتفجيرها فوق أحد الأهداف.

·       وما يثير القلق أكثر من هذا كله هو إسراع المسؤولين في إسرائيل إلى عرض الفشل الذي منيت به عملية مواجهة هذه الطائرة على أنه نجاح، كما انعكس الأمر في التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، وفي مقدمهم وزير الدفاع إيهود باراك، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، نظراً إلى أن ذلك يعني أنه لا حاجة إلى إجراء أي تحقيق، أو طرح أي أسئلة، أو استخلاص أي دروس.