على إسرائيل صوغ عقيدة قتالية للرد على خطر الصواريخ المنطلقة من المناطق الآهلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن تصريح وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي قال فيه للإسرائيليين "عليكم أن تعلموا أن الحرب في الوقت الحالي ستصل إلى مدنكم"، يعزز الإدراك أن مفهوم سورية إزاء الحرب المقبلة يستند إلى ضرب المراكز السكانية في إسرائيل، وذلك لاعتقادها أن هذه المراكز هي نقطة الضعف الكبيرة لدى إسرائيل.

·       وبناء على ذلك، فإن أقوال الوزير السوري تبيّن مدى قيام سورية بتبني مفاهيم "إرهابية"، شبيهة بالمفاهيم لدى حزب الله و"حماس"، غير أنها، خلافاً لهمـا، لم تنقل حتى الآن منظومات إطلاق الصواريخ إلى داخل المناطق الآهلة، كي تحوّلها إلى درع بشري.

·       إن طابع هذا الخطر يلزم إسرائيل إيجاد رد يضمن ردع سورية عن اللجوء إليه. في الوقت نفسه، يتعين على إسرائيل التعامل بجدية مع الآثار الأخلاقية والقانونية المترتبة على مواجهة هذا الخطر السوري.

·       ولا شك في أن الأمور تصبح أكثر تعقيداً، عندما تكون متعلقة بخطر حزب الله و"حماس". ولقد جرى التطرق بالتفصيل إلى الطرق المحتملة لعمل الجيش الإسرائيلي في أي مواجهة مستقبلية مع حزب الله، في إطار حلقة دراسية عقدت مؤخراً في معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، آخذين في الاعتبار أن الحزب يبني منظوماته القتالية في داخل قرى جنوب لبنان.

·       جرت الإشارة في هذه الحلقة الدراسية إلى أنه فور قيام حزب الله بإطلاق الصواريخ على السكان المدنيين في إسرائيل، فإن طريقة عمل الجيش الإسرائيلي، التي تم تبنيها في إبان حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006]، ستطبق بقوة أكبر بواسطة ثلاث وسائل: أولاً، ضرب فوري لأهداف كبيرة تشكل خطراً ملموساً ومباشراً على سكان إسرائيل؛ ثانياً، توجيه إنذار إلى سكان جنوب لبنان بضرورة إخلاء مناطق القتال؛ ثالثاً، شن هجوم واسع النطاق على أهداف حزب الله في المناطق الآهلة، بعد توجيه الإنذار إلى السكان.

·       هذه الوسائل الثلاث، في رأيي، يمكن أن تشكل أساساً لعقيدة قتالية أخلاقية إسرائيلية، غير أنها بالتأكيد ليست كافية. ويتعين على إسرائيل أن تعلن مبادئ طريقة عملها، وذلك من خلال ملاءمتها، قدر الإمكان، مع عقيدة الولايات المتحدة وعقائد دول ديمقراطية أخرى.

·       إن نشر هذه المبادئ على الملأ، مقروناً بحملة دعائية كبيرة في البلد والعالم، يمكن أن يؤديا إلى نزع شرعية طريقة عمل العدو، وتعزيز تفهم الأسرة الدولية لتصرفات الجيش الإسرائيلي في إبان حملة "الرصاص المسبوك" في غزة، فضلاً عن احتمال تعزيز قوة الردع الإسرائيلية وإبعاد مواجهة مستقبلية، ذلك بأن العدو سيدرس الثمن الذي قد يدفعه في مثل هذه المواجهة.