نتنياهو يزور موسكو في محاولة لإقناع روسيا بتأييد فرض العقوبات على إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

ستكثف إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة المقبلة، الاتصالات الدبلوماسية مع الأسرة الدولية استعداداً لإمكان أن يفرض مجلس الأمن حِزمة رابعة من العقوبات على طهران قبل نهاية آذار/ مارس. ويصل اليوم إلى إسرائيل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الأدميرال مايكل مولين، وسيقوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بزيارة لموسكو كي يقنع القيادة الروسية بتأييد فرض العقوبات على طهران. وفي الأسبوع المقبل، ستجري إسرائيل والولايات المتحدة حواراً استراتيجياً هو الأول منذ تولي نتنياهو رئاسة الحكومة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في القدس أمس إن الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، تُطلع إسرائيل تباعاً على الاتصالات التي بدأت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وبين مختلف العواصم بشأن صوغ حِزمة العقوبات الرابعة التي ستفرض على إيران. وقال المسؤول: "على حد علمنا، هناك جهود تبذل لبلورة قرار بشأن العقوبات وإقراره في مجلس الأمن بحلول أواسط آذار / مارس. ومن المتوقع أن تركز العقوبات على الحرس الثوري والهيئات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وألاّ تمس السكان إلاّ بأقل قدر ممكن".

وقد عقدت إسرائيل والولايات المتحدة، خلال الأسابيع القليلة الفائتة، مشاورات على مستويات عليا بشأن الموضوع الإيراني. وقبل نحو شهر، قام مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز بزيارة إسرائيل لإجراء محادثات بشأن هذا الموضوع، وقبل نحو أسبوعين، قام رئيس وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه) ليون بانيتا بزيارة سرية لإسرائيل. وخلال المحادثات، طُلب من إسرائيل البقاء بعيداً عن الأضواء الإعلامية في الموضوع الإيراني و"التصرف بمسؤولية".

وسيستمع الأدميرال مايكل مولين خلال زيارته إلى عرض للأوضاع من جانب كل من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يادلين، ورئيس شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة اللواء أمير إيشِل، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بِني غانتس، كما سيلتقي وزير الدفاع إيهود باراك. وستتركز المحادثات التي سيجريها على إيران، وعلى قضية المحافظة على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.

وفي موازاة ذلك، سيقوم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء اليوم بزيارة عمل لموسكو، حيث سيلتقي الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين. وذكر مسؤول رفيع المستوى في القدس أن الجزء الرئيسي من الجهد الدولي بشأن العقوبات منصبّ على روسيا. ويميل الروس إلى تأييد عقوبات تستهدف الهيئات العاملة في البرنامج النووي الإيراني، لكنهم لن يوافقوا على مس الاقتصاد الإيراني. وأضاف المسؤول: "إذا وافقت روسيا على الانضمام إلى خطوة العقوبات، فإن الصين ستجد نفسها معزولة، وربما تضطر إلى الانضمام هي أيضاً إلى باقي القوى العظمى الغربية".

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (15/2/2010) أن إدارة الرئيس أوباما قلقة إزاء احتمال قيام إسرائيل بمهاجمة إيران، وأنها تقوم بإرسال شخصيات رفيعة المستوى إلى إسرائيل في حملة تهدئة. فبعد الأدميرال مايكل مولين، سيأتي نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الأسبوع المقبل في أول زيارة يقوم بها لإسرائيل.

وقد حذر الأدميرال مولين في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب أمس من تداعيات شن هجوم على إيران، وقال: "إن المواجهة مع إيران ستشكل مشكلة كبيرة للجميع، وأنا قلق إزاء التداعيات غير المرغوب فيها التي يمكن أن تنجم عن الهجوم. من الواضح أن لدينا حدوداً [للانتظار]، وأن هذا الاحتمال لا يزال مطروحاً على الطاولة، لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد. من المهم جداً استنفاد الجهود الدبلوماسية حتى النهاية".