صورة إسرائيل تدهورت إلى حضيض غير مسبوق عقب عملية "الرصاص المسبوك"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      ما الذي حدث وأدى إلى أن تصبح إسرائيل دولة منبوذة في العالم، بعد أن كانت بمثابة دولة عظمى، وبعد أن كنا نتباهى بالتكلم باللغة العبرية خارج البلد، بينما كان المارة ينظرون إلينا باحترام وتقدير كبيرين؟

·      لقد كانت إسرائيل، بعد عام واحد من إقامتها، على استعداد للتوصل إلى سلام مع الدول العربية التي هاجمتها، وفقاً للخطوط التي أقرتها الأمم المتحدة، لكن هذه الدول رفضت ذلك. وهذا الرفض العربي جعل قدر إسرائيل أن تخوض الحروب، حرباً تلو أخرى، غير أنها أثبتت أيضاً أنها تعرف كيف تصنع سلاماً، وأساساً مع مصر.

·      أمّا في العام الـ 61 لإقامة الدولة فإن أغنية "العالم كله ضدنا" أصبحت واقعاً. إن السؤال المطروح هو: ما الذي أوصلنا إلى وضع كان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، سيتعرض فيه للاعتقال في لندن بتهمة ارتكاب جرائم حرب؟ وماذا حدث كي يتم تحذير كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين من مغبة السفر إلى أماكن محددة خوفاً من اعتقالهم بالتهمة نفسها؟ ولماذا أطلقت آلاف صواريخ القسّام على المستوطنات الإسرائيلية المدنية من دون أن تقوم "لجنة غولدستون" [لجنة الأمم المتحدة التي تقصت وقائع عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية الإسرائيلية في غزة في أواخر سنة 2008] ضد "حماس"؟

·      في واقع الأمر، إن صورة إسرائيل تدهورت إلى حضيض غير مسبوق، وذلك عقب عملية "الرصاص المسبوك"، على الرغم من أن هذه العملية العسكرية لم تشمل عمليات إعدام، ولا عمليات نهب أو اغتصاب. ويبدو أن غضب العالم المتنور علينا راجع إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين في هذه العملية كان 10 قتلى فقط لا 200 قتيل. وإذا كانت الحال على هذا المنوال فلا بُد من أن نعتذر عن انتصارنا.