التصعيد الذي تشهده مدينة القدس يثير مخاوف من اضطرابات أوسع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

استمرت الاضطرابات في القدس أمس لليوم الثاني على التوالي، وقد تصدى آلاف من رجال الشرطة، طوال ساعات النهار، لأعمال شغب في أزقة البلدة القديمة وحي وادي الجوز وراس العامود. ونظراً إلى القيود التي فُرضت على الدخول إلى الحرم القدسي الشريف ]"جبل الهيكل"[، وفي ضوء الحضور المكثف لرجال الشرطة، تركزت المواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين على مناطق أخرى في شرقي المدينة وشماليها. وفي ساعات الظهيرة، طُعن جندي بالسكين في رقبته بينما كان يقوم بتفتيش باص فلسطيني على حاجز شعفاط، وقد وُصفت إصابته بأنها طفيفة، ونقل إلى المستشفى، بينما اعتُقل الشاب الذي هاجمه، وهو فتى في السادسة عشرة من قرية عناتا.

وفي ساعات المساء تجددت التظاهرات في مخيم شعفاط حيث رشق عشرات من الشبان العرب قوات الشرطة بالحجارة، وتسببوا بإصابة شرطي بجروح طفيفة، وقد تم اعتقال سبعة من المتظاهرين.

ويتابع الجيش الإسرائيلي التصعيد الجاري في القدس خوفاً من أن تصل الاضطرابات إلى مناطق أخرى، وأن تتلقى دعماً من منظمات "إرهابية" فلسطينية أو تنظيمات فلسطينية محلية ("يديعوت أحرونوت"، 6/10/2009). وحتى الآن، تقدّر جهات عسكرية أنه من غير المتوقع حدوث تصعيد مهم في المناطق ]المحتلة[ أو في قطاع غزة. ومع ذلك، ينصب الاهتمام في تقويمات الأوضاع التي يجريها الجيش على ما يحدث في القدس من أجل دراسة احتمالات تطور الأمور.

وتشير معطيات أيلول/ سبتمبر إلى ارتفاع عدد الحوادث "الإرهابية" في المناطق كافة. فخلال الشهر المنصرم، سُجل 95 حادثاً "إرهابياً"، مقارنة بـ 53 حادثاً خلال آب/ أغسطس. وقد وقع 38 حادثاً منها في منطقة يهودا والسامرة ]الضفة الغربية[ (مقارنة بـ 32 حادثاً خلال آب/ أغسطس)، و45 حادثاً في قطاع غزة (مقارنة بـ 19 حادثاً خلال آب/ أغسطس)، و 12 حادثاً في القدس (مقارنة بحادثين فقط خلال آب/ أغسطس). وانطوى معظم الحوادث على رشق حجارة وإلقاء زجاجات حارقة.

وتنظر المؤسسة الأمنية إلى هذا الارتفاع بجدية، إذ إن عدد الحوادث ارتفع بنسبة الضعف تقريباً، وفي ضوء النداءات التي تتردد في الأيام الأخيرة، من المحتمل أن تتفاقم الأوضاع. وقال مصدر عسكري في هذا السياق: "نحن نعرف كيف نتأهب لتصعيد أوسع، أكان ذلك لجهة توفير رد عسكري أو تكثيف القوات. لكنه لا يزال من السابق لأوانه أن نقدّر كيف ستتطور الأمور، ولذا سنواصل متابعة التطورات، وسنتصرف وفقاً لذلك".