· يتولى العميد إيال أيزنبرغ، في الوقت الحالي، قيادة "فرقة غزة" في الجيش الإسرائيلي، وهو القائد الوحيد الذي بقي في صفوف الجيش، بين قادة الفرق العسكرية الذين اشتركوا في حرب لبنان الثانية [في صيف سنة 2006]، وقد تولى خلال تلك الحرب قيادة "كتيبة النيران" المختارة، التي اشتهرت عقب مشاركتها في معارك قرية دبل. وفي أواخر سنة 2008 وأوائل سنة 2009 قاد هو وقائد المنطقة الجنوبية العسكرية، اللواء يوآف غالانت، عملية "الرصاص المسبوك" في غزة، التي اعتبرت، على الأقل من الناحية العسكرية ـ التكتيكية، عملية ناجحة. وقد أجرينا معه مقابلة مطولة تعتبر أول مقابلة يدلي بها إلى وسائل الإعلام منذ سنة 2006.
· وفقاً للتقديرات السائدة لدى الجيش الإسرائيلي، من المتوقع أن يصدر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في كانون الثاني/ يناير 2010، مرسوماً رئاسياً ينص على إجراء انتخابات فلسطينية عامة. ويخشى المسؤولون في حركة "حماس" من أن تعود السلطة الفلسطينية إلى فرض سيطرتها على غزة مجدداً. وسيكون العميد أيزنبرغ، بناء على ذلك، أحد المسؤولين العسكريين، الذين يتعين عليهم تقديم جواب يتعلق بسلوك إسرائيل إزاء وضع كهذا.
· ويؤكد أيزنبرغ، في المقابلة، أنه "في حال شعرت 'حماس' أن الأمور تسير في غير مصلحتها، فمن المحتمل أن تقوم بتفجير الأوضاع كلها، وبالتالي، فإن احتمالات قيام إسرائيل بشن عملية الرصاص 'المسبوك 2' تبدو قوية للغاية". ويضيف: "لن نكون البادئين بتوتير الوضع. كما أننا لا نعرف الآن ما إذا كان الهدوء المستتب [بين إسرائيل و 'حماس'] سيستمر طويلاً... في الوقت نفسه، فإننا نفترض أنه في حال اندلاع جولة قتالية جديدة بين الجانبين فسيكون تهديد الصواريخ [من غزة] أبعد مدى، وأنا أقدّر بأن يؤثر في منطقة غوش دان [في وسط إسرائيل]".
· ورداً على سؤال فحواه "هل ستكون هذه الجولة القتالية الجديدة بمثابة تكرار للقوة العسكرية المفرطة، التي تم استعمالها؟" أجاب قائلاً: "إن الأوضاع الأساسية لم تتغير. ومن المهم أن نوضح للجميع أنه في حال تم استدراجنا إلى جولة قتالية أخرى، فسيكون الثمن [الذي سيدفعه الفلسطينيون] أقسى كثيراً، وسنكون مضطرين إلى استعمال قوة أكبر. في المرة السابقة كان ثمة قيود شديدة، لكن في المرة المقبلة لن يكون هناك قيود كهذه".
لقد التزم أيزنبرغ الصمت إزاء ما جرى في إبان حرب لبنان الثانية، وذلك منذ أن وضعت هذه الحرب أوزارها، وهذه أول مرة يتكلم فيها في هذا الشأن. وقد أكد، من جملة أشياء كثيرة، أن الجيش الإسرائيلي لم يكن جاهزاً بصورة جيدة عشية اندلاع تلك الحرب. ورداً على سؤالنا: "هل فكرت في الاستقالة عقب حرب سنة 2006؟" أجاب قائلاً: "لقد وقفت أمام مفترق طرق، لكنني في نهاية الأمر قررت أن أعتبر حرب لبنان الثانية بمثابة تجربة قتالية غنية". وكان تعيينه في منصب قائد "فرقة غزة" مناسبة كي يثبت أنه والجيش الإسرائيلي كله قد استخلصا العبر المطلوبة من الحرب في لبنان.