من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في سياق الخطاب الذي ألقاه الخميس الفائت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تصوره لمكانة إسرائيل في الشرق الأوسط. وخلال ذلك، لم يعبر لا عن رغبة في معرفة الجيران وثقافتهم، ولا عن رغبة في دمج إسرائيل في المجتمعات الشرق أوسطية. أمّا السلام الذي ترغب إسرائيل فيه، فهو، في نظر نتنياهو، مجرد صفقات يتم إبرامها مع الزعماء لا أكثر.
· من ناحية أخرى، اعتبر نتنياهو أن إسرائيل تمثل التقدم والتكنولوجيا والاتصالات المتطورة وإنقاذ البيئة، في حين أن إيران ومؤيديها يمثلون "بدائية" القرون الوسطى. ومع أنه محق في نقده قمع النساء والأقليات ومثليي الجنس في ظل الأنظمة الإسلامية ـ الدينية، إلا إنه يبالغ كثيراً في عرضه إسرائيل على أنها جزيرة من التقدم وسط بحر من التخلف الثقافي والتكنولوجي، فإيران تملك إنترنت ومراكز علوم وأبحاث، وهناك تمييز ضد الأقليات في إسرائيل. إن معارضة نظام الحكم في إيران وما يتسم به من أيديولوجيا معادية لنا لا تبرر مشاعر الاستخفاف والاستعلاء. ولا شك في أن نظرة الاستعلاء إزاء العرب لا تميز نتنياهو وحده بين الزعماء والرأي العام في إسرائيل.
· لا ينفك نتنياهو يطالب الفلسطينيين والدول العربية بالاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي. إن دعوته هذه ستكون مبررة ومفهومة أكثر، لو أنه يعترف هو أيضاً بتاريخ وثقافة العرب المسلمين، الذين يعيشون في إسرائيل ومن حولها. ولا شك في أنه، عبر خطابه في الأمم المتحدة، فوّت فرصة كبيرة في التوجه إلى الشعوب المجاورة ودعوتها إلى أن تهدم أسوار الشك والاستعلاء، وأن تجنح إلى السلام بين المجتمعات والثقافات. إن سلاماً كهذا فقط من شأنه أن يكون مستقراً، أكثر من التسويات القانونية كلها بين الزعماء والحكومات.