من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن التقديرات السائدة منذ فترة طويلة في أوساط أجهزة الاستخبارات في الغرب وإسرائيل تؤكد أن أي دولة تسعى لامتلاك سلاح نووي لا بُد من أن تطور منشأة نووية واحدة على الأقل من أجل تخصيب اليورانيوم، وأن تحاول إخفاءها عن الأنظار. وقد صدقت هذه التقديرات، إذ أعلنت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها أقامت منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم [في مدينة قم]، عدا المنشأة المعروفة في نتانز والخاضعة لرقابة مفتشي الوكالة الدولية.
· ويبدو أن إعلان إيران هذا جاء لتفادي تعرض هذه المنشأة للهجوم، فيما لو تم اكتشافها من طرف وسائل إعلام أو منظمات دولية أو حكومات أجنبية، كما سبق أن تم اكتشاف المنشأة النووية في نتانز. غير أن هذا الإعلان أثار المزيد من الشبهات إزاء إيران، وأجّج غضب الأسرة الدولية، وأحرج مؤيدي إيران القلائل، مثل روسيا، التي كانت تقدّم الدعم غير المباشر لها حتى الآن.
· لقد جاء الإعلان الإيراني قبل بضعة أيام من انطلاق محادثات بينها وبين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، نهار الخميس المقبل، الهدف منها إلى إيجاد حل للأزمة النووية، فضلاً عن تزامنه مع انعقاد الدورة السنوية للجمعية العامة في الأمم المتحدة.
· لقد ادعت إيران أن تخصيب اليورانيوم في المنشأة النووية في قُم يتم لأهداف صناعية فقط، غير أنها تواجه مصاعب كبيرة في إقناع العالم بذلك، إذ إن هذه المنشأة صغيرة نسبياً، ولا يمكنها أن تستوعب أكثر من 3000 جهاز طرد مركزي، وهو عدد لا يكفي لإنتاج يورانيوم من أجل أهداف صناعية. بناء على ذلك، فإن السبب الوحيد لبناء هذه المنشأة سراً، لا بُد من أن يكون إنتاج يورانيوم بدرجة خصوبة عالية، يكون بمثابة مادة انشطارية من أجل إنتاج قنبلة نووية.
· في حال موافقة إيران على إخضاع هذه المنشأة لرقابة الوكالة الدولية، فستكون مضطرة إلى بناء منشأة ثالثة، هذا إذا لم تكن بَنَت منشأة كهذه فعلاً. إن السؤال المطروح هو: ما هو عدد المنشآت النووية السرية التي تملكها إيران، والتي تشكل عناصر حيوية في مشروعها النووي؟ إن الجواب عن هذا السؤال مهم للغاية ليس من أجل فضح أكاذيب إيران وانتهاكها التزاماتها الدولية فحسب، بل أيضاً لمن يفكر في اللجوء إلى الخيار العسكري ضدها.
· على الرغم من تقلص الفجوات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من جهة، وبين روسيا والصين، من جهة أخرى، فيما يتعلق بالموقف من إيران، فإن المصالح السياسية والعالمية لكل من الجانبين ما زالت مختلفة، ولا توجد دلائل تؤكد أن الكشف عن المنشأة في قُم سيغير هذا الوضع. مع ذلك، فقد أصبح واضحاً أن إيران تضلل العالم كله، كي تكسب المزيد من الوقت، وكي تتجنب فرض عقوبات قاسية عليها. إن هذا الوقت الثمين الذي تكسبه أتاح لها الآن أن تقترب كثيراً من امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، هذا إذا لم تكن قد امتلكتها فعلاً.