· لنفترض جدلاً أننا، في الحرب المقبلة، سنهزم السوريين، ونمحو عائلة الأسد عن وجه الأرض، وفقاً لما تعهد به وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، فما الذي سيحدث عندها؟ إن ما سيحدث هو ما قاله [وزير الدفاع الإسرائيلي] إيهود باراك، الأسبوع الفائت، بالضبط، أي استئناف المفاوضات [مع سورية] بشأن موضوع هضبة الجولان، مثلما فعلنا بالضبط مع مصر فيما يتعلق بسيناء، بعد حرب يون الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973].
· وما هي الخطوات التي سنتفاوض بشأنها مع السوريين؟ إنها الخطوات نفسها التي تم التفاوض معهم بشأنها، وسبق أن وافق عليها كل من [رؤساء الحكومة السابقين] يتسحاق رابين وشمعون بيرس وبنيامين نتنياهو وإيهود باراك وإيهود أولمرت، وربما أريئيل شارون.
· صحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه، غير أن الذي لا يتعلم من التاريخ يكون غبياً كبيراً. إن إطلاق تصريحات هوجاء، في ظل عدم القيام بأي تحركات سياسية، هو وصفة لكارثة، وفقاً للتجارب السابقة التي مررنا بها.
· ولا بُد من الإشارة هنا إلى أنه في إبان عيد الفصح العبري في سنة 1967، أدلى رئيس هيئة الأركان العامة في ذلك الوقت، يتسحاق رابين، بتصريحات إلى مجلة "بمحانيه" الإسرائيلية [مجلة الجيش الإسرائيلي] جرى تفسيرها بأنها تنطوي على تهديدات للسلطة في دمشق. وقد بادر السوريون على الفور إلى تحريض الروس والمصريين وكل من كان في إمكانهم تحريضه على إسرائيل، وكانت النتيجة هي تدهورنا إلى حرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967]. صحيح أن تصريحات رابين لم تكن السبب الوحيد لتلك الحرب، غير أنها كانت أحد أسبابها الرئيسية.