أوباما لا يتجاهل موضوع الاستيطان
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·      يبدو أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ذات نفس قصير، وهي بحاجة ماسة إلى إنجازات سريعة. فخلال المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط، جورج ميتشل، هنا، الأسبوع الفائت، تكوّن لدى بعض الذين اشتركوا فيها انطباع قويّ بأن ميتشل كان يتوسل من أجل الخروج بإنجاز واحد، مهما يكن صغيراً، وذلك للتلويح به في أثناء القمة الثلاثية في نيويورك بين أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

·      إن "الإنجاز" الوحيد الذي قدمته إسرائيل [لأوباما] هو الذهاب إلى قمة نيويورك من دون أي احتجاج، في حين أن الفلسطينيين واجهوا صعوبات حتى في تقديم مثل هذا "الإنجاز". ويمكن القول إنه بسبب ذلك تعرّض الجانبان إلى التوبيخ من طرف أوباما. وعملياً فقد تعرّضا إلى التوبيخ مرتين: الأولى خلال القمة ذاتها، والثانية في سياق خطاب أوباما في الأمم المتحدة.

·      وفيما يتعلق بإسرائيل، أعلن الرئيس الأميركي في هذا الخطاب أن الولايات المتحدة لن توافق على شرعية المستوطنات في المناطق [المحتلة]. وهذا يعني أنه لا يتجاهل موضوع الاستيطان، حتى لو نجحت إسرائيل في أن تنجو بجلدها هذه الجولة.

·      إن هذا التقويم صحيح بالنسبة إلى المستوطنات عامة، وصحيح أكثر بالنسبة إلى البؤر الاستيطانية غير القانونية. فمن المعروف أن إسرائيل لم تقم، حتى الآن، بتفكيك 23 بؤرة استيطانية غير قانونية سبق أن تعهد [رئيس الحكومة الأسبق] أريئيل شارون لـ [الرئيس الأميركي السابق] جورج بوش بتفكيكها.

·      غير أن الأكثرية في حكومة نتنياهو تعارض تفكيك هذه البؤر الاستيطانية، بل تعارض اعتبارها "غير قانونية". وخلال الأسابيع القليلة الفائتة حدث تغيير كبير حتى في المواقف التي تعرضها النيابة الإسرائيلية العامة في المحكمة العليا، عندما يتم طرح دعاوى تتعلق بهذه البؤر. فبالنيابة العامة مثلاً، أعلنت لدى قيام المحكمة العليا بمناقشة دعوى هدم مبان غير قانونية في بؤرة "كريات نطافيم"، أن هذا الموضوع برمته ما زال خاضعاً لدراسة المؤسسة السياسية، وهذا يعني أن من الصعب البتّ فيه نهائياً.

·      مهما يكن، يبدو أن موضوع الاستيطان كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الأميركيون في سياق إدارة علاقاتهم مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، خلال الأشهر القليلة الفائتة. فلقد افترضوا أن الحكومة ستواجه مصاعب كبيرة في الدفاع عن المستوطنات في مقابل الجمهور الإسرائيلي العريض، لكن رهانهم هذا مُني بالفشل. صحيح أن المستوطنات هي موضع خلاف في العالم أجمع، وربما هي كذلك في إسرائيل، لكن ليس في الوقت الحالي الذي يشهد إجماعاً إسرائيلياً واسعاً على أن الطريق التي تتبعها الولايات المتحدة، لن تؤدي إلى السلام.